ود الكور فنان المحمية الأول وعندليبها الأسمر

لست متأكداً من الأسم بالكامل ولكن كان يعرف (بود الكور) وهو من ابناء (قباتى) وهى معروفة للكل رجالاً ونساءً ، واهل قبانى هم اهل والدتى العظيمة(المرأة الحديدية) المرحومة/ امنة احمد ابشر ، وهم اهل شهامة وكرم فياض، اعود للفنان ود الكور فقد كان هو فنان المحمية خلال فترة الستينات ، ومن فى هذه الفترة لا يعرف (ودالكور) وقد كان اشبه بالفنان محمد وردى حالياً فى الزمن السابق وعندما تكون هنالك مناسبة يخطر ودالكور قبل وقت كا فٍ حتى تضمن حضوره لكثرة أرتباطاته وعدم وجود منافس له آ نذاك واحضار ودالكور لأحياء الحفلة كان من الصعوبة بمكان اذ لا بد من ذهاب شخصان على الأقل لأصطحابه تحت حراسة مشددة بحيث يكون ودالكور ممتطياً حماراً وهو بوسط حمارين احدهما بيمينه والآخر على يساره تفادياً لعودته لقباتى مرة اخرى ، كان ود الكور صاحب صوتاً جهورى تطرب له الحسان ويتبارى الفتيان فى العرضة والحلد عنواناً للشجاعة ولم يكن ذلك يقتصر على الشباب بل الشيب ايضاً، كانت الأغانى فى ذلك الزمان تتميز بوصف شجاعة الفرسان وكرم الرجال ووصف جمال الفتيات وقد كان ود الكور علماَ من اعلام الغناء بالمحمية ومن ضمنها قرية العوضاب ولا يزال تاريخه محفوراً بالذاكرة ، ومن الطرائف ان ود الكور كان يغنى يوماً بفريق (العوضاب) وحينئذ كانت (الحاجة) وهى اخت والدتنا وحبوبتنا المرحومة /فاطمة بنت الريح وبصحبتها (الشروف) زوجة محمد على ود عوض الكريم وكان المجلس يضم والدتى والخالة نفيسة رحمة الله عليهما وانا ابن الرابعة مستلقياً خلف والدتى كعادتى والتى كانت لا تسمح لى بالبعدعنهانهائياً فى ذلك الوقت وفجأة هبت (الحاجة) من مرقدها بعد ان كانت فى سبات عميق وقدافسدعليها ودالكور نومتها والوقت كان ليلاً وفد كان ود الكور فى ذات اللحظة يغنى اغنية (الليلة وا لومى) وقد بادرته الحاجة وهى تستشيط غضباً لأن صوته كان جهورياً فى ظل سكون الليل ( يا ود الكور اللوم ما يهودا البسوى فيه) وسط ضحك الجلوس الئى ذكرتهن، والطرفة التانية هى فى اواخر الستيتات واوائل السبعيتات بعد أن أفل نجم ود اكور وظهر جيل جديد لا يطرب ولا يستجيب لأغانيه وكانت الحفلة بفريق العوضاب ولم أشهدها انما هى رواية متناقلة وفى اثناء غناؤه اذا بمعظم الفتيات يتركن مقر الحفلة ولم يبقى الا اهل المناسبة فقط لأن الوضع قد تبدل فجيل ود الكور قد ولى واصبحن لا يباشرن حضور مثل هذه المناسبات وعندما رأى ود الكور ذلك وبعد رؤيته لترك الفتيات مقر الحفلة استشاط غضباً فائلاً( على الطلاق اماتكن كلهن رقصتهن) ، كان هذا اليسير من سيرة ذلك الفنان المبدع(ودالكور) والتحية لأهل قباتى ومن يشاهد منهم هذا المنتدى وهم كما ذكرت اهل كرم وشهامة واذكر منهم ، الزبير ود خوجلى، احمد ودالريح، محمد على ود عوض الكريم، والحرم بنت الريح والشروق وبنت الكور والرحمة لمن فارق هذه الدنيا وأطال الله عمر من كان على قيد الحياة والرحمة للفنان ود الكور بقدر ما اثرى الساحة الفنية وغرد بسمائها .
ابو عبد الوهاب