المحمية قريتي الصغيرة ومهد صباي

المحمية قريتي الصغيرة ومهد صباي
حسب علمي ولا اجزم أن اسم هذه القرية الصغيرة يعزى إلى انها محاطة بسلاسل جبلية شاهقة وفرت لها الحماية اللازمة من عوامل الطبيعة رياح كانت أو أمطار , وموقع هذه القرية الحالمة لم يكن هو موقعها الأساسي وكما روت لي والدتي العظيمة طيب الله ثراها / الحاجة امنة احمد ابشر فقد كان أهلها الطيبين يسكنون علي ضفة البحر مع ماشيتهم التي كانت تدر عليهم احتياجاتهم المتواضعة من اللبن والسمن كما توفر لهم العائد النقدي ببيعها متى دعت الحاجة لذلك , إلا أن الوضع لم يستمر طويلا حيث أتت الرياح بما لاتشتهى السفن والحديث ما زال لوالدتي العظيمة رحمها الله حيث داهمهم فيضان ثمانية وأربعون وتسعمائة وألف وقضى على الأخضر واليابس وهنا تجلت الحكمة بتدخل جدي رحمة الله عليه /البدوي محمد الإمام وأعلن الرحيل من جزيرتهم الصغيرة التي ألفوها والفتهم علي الرغم من معارضة البعض وموافقتهم بعد ذلك لمنطقية قرار جدي ونظرته البعيدة وحزنهم على فراق الجزيرة فراق معذور وعاذر , والجزيرة حسب رواية امى هي جزيرة (جمرة ) ولا أدرى ما هو السر في هذه التسمية .
الرحيل إلى سفح الجبل
غادر أهل جمرة جزيرتهم مكرهين إلى سفح الجبل بعد أن أجبرتهم ظروف الطبيعة على ذلك واستقر بهم المقام هنالك وأصبحت جزيرة جمرة مجرد ذكرى يجترونها كلما انخفض منسوب البحر وأطلت الجزيرة برأسها مرة أخرى ولكن بعد أصبحت مرتعا للتماسيح بدلا من أهلها الطيبين وكأنها تعاتب هذا الفيضان الذي ابتلعها .
أسماء في حياة هذه القرية الصغيرة
البدوي ود الإمام
هو عميد أهل المحمية وحكيمهم الأول , ورجل مشورتهم وهو بمثابة القاضي آنذاك لما كان يتمتع به من احترام يكنه له الجميع وقد كان له صيت ليس على مستوى أهل المحمية فحسب بل على مستوى القبائل المجاورة وما زال اسم البدوي علي كل مل لسان متى ما ذكرت الحكمة والراى السديد , وقد حمل الراية أبنائه من بعده



عثمان ود البدوي ود الإمام
لم يرث عمنا عثمان طيب الله ثراه من أبيه الأموال ولا العقارات ولا هموم الدنيا وشغلها الشاغل ولكن ما ورثه كان اكبر من ذلك وبكثير فقد ورث الحكمة ورجاحة الراى وسعة الصدر وقد كان معروفا لدى القبائل شانه شان أبيه وقد كان فعالا في ربط آل البدوي ببقية القبائل مشاركين لهم في السراء والضراء والحديث عن عمى عثمان ذو شجون ولن استطيع أن أوفيه حقه ولو أفردت له كتابا بأكمله .

الحسن ود البدوي ود الإمام
والدي العظيم الحسن ود البدوي طيب الله ثراه كان رجلا قويا قابضا على دينه مكافحا وهو من أوائل أهل المحمية الذين قدموا إلى البندر وعملوا بالعسكرية أيام كانت العسكرية شرف يتمتاه الجميع ومشهود له بالكفاءة والإخلاص والانضباط في عمله وقد عاش فقيرا ومات فقيرا وعلى الرغم من ذلك أحسن التربية بالحرص على الكسب الحلال ولم يترك من خلفه الأموال والعقارات بل ترك السمعة الحسنة وأجيالا سارت علي هديه وتوارثت أخلاقياته ومثله , وكان يضرب به المثل في الانضباط وأطلق عليه (حسن دقيقة ) كناية عن الدقة والانضباط , وما يحكى عن أمانة أبى وخوفه من الله وحرصه على الكسب الحلال هو رفضه القاطع لتسلم رشوة في الخمسينات حينما كانت المائة جنيه آنذاك يسيل لها اللعاب ولكن رفضها وفضل الفقر على الكسب الحرام , والمشهود أيضا عن أبى هو انه لم يتغيب عن عمله طيلة حياته بالعسكرية ولم يتحايل للحصول على إجازات مرضية كما كان يفعلها البعض حرصا على الكسب الحلال , إلا رحم الله أبى واسكنه فسيح جناته والحديث عن أبى يطول واكتفى بهذا القدر .

امحمد ودعبد الله ود احمد
هو من رجالات المحمية الأوائل الذين يشار إليهم بالبنان وماذكر الكرم والسخاء إلا ذكر امحمد ود عبد الله وما ذكر الورع ومخافة الله إلا ذكر امحمد ود عبد الله , ومما يذكر عنه رحمه الله انه كان حريصا على تأدية صلواته في المسجد بما فيها صلاة الفجر حتى بعد أن أقعده المرض فضلا عن ذلك فان كان حسن المعشر عفيف اللسان يحترم الصغير والكبير دون النظر إلى مكانتهم غنى منهم أم فقير ودائما أقول (إذا أردت أن تنظر إلى رجل من أهل الجنة فانظر إلى هذا الرجل ) إلا رحمه الله واسكنه جنات الخلد .

فاطمة بنت الريح
هي حبوب التي قامت بتربيتنا مع والدتنا رحمهما الله , وقد كانت امرأة عصامية تتاجر ببيع (الطباقة ) في محطة المحمية إضافة إلى بيع السعف وكانت مشهورة بالحزم وقوة الشخصية وبقدر ما تحمله من طيبة وحسن المعشر فقد كانت مهابة من كافة أهل القرية رحالا أو نساء ومن أقوالها الشهيرة (البفوت حده بواسيه ) وقد كانت تسرد لنا الاحاجى حتى ننام مثل , المرين , فاطنة القصب الأحمر،،،،،،،،، الخ إلا رحمها الله وغفر لها .

فاطمة بنت حليتي
هي حبوبتي رحمها الله والتي كانت تمثل في حياة أهل المحمية (أخصائية النساء والتوليد ) على الرغم من أنها لم تدرس طب النساء والتوليد في الجامعات ولم تنال درجة الماجستير فيه ولم تراجع عندها النساء خلال فترة الحمل ولم تراقب نبض الجنين بالأجهزة الحديثة ولم تحضر لها غرف العمليات لإتمام عملية التوليد، كل ما تملكه بنت حليتي هي عبارة عن الموس أبو تمساح التي لا يزيد سعرها عن التعريف في ذلك الوقت وعلى الرغم من ذلك فإنها كانت تقوم بعملية التوليد بمهارة فائقة ودون أدنى مساعدة من ممرضات ومحضري عمليات وخلافه ولم يحدث أن توفيت أي امرأة بالمحمية تحت يد الحاجة فاطمة بنت حليتي داية الحبل المعروفة ، ألا رحم الله بنت حليتي وأثابها الله وأدخلها فسيح جناته بقدر ما قدمته من خدمات جليلة لنساء هذه القرية الصغيرة.

الأمين ود عبد الرحمن
هو من رجالات المحمية ( وكان يطلق عليه الطهار ) ولا يوجد في المحمية من لم يقم الأمين بطهارته من دون بنج أو معدات طبية حديثة فكل ما يستخدمه (هي الموس أبو تمساح وفص القصب ) وبعد ذلك يستعمل حبوب السلفا على الجرح حتى يبرى ولم نسمع بالأمين ود عبد الرحمن قد كرر الطهارة مرتين ، إنها المهارة والبركة التي سخرها الله عز وجل لهذه القرية الصغيرة .

أحمد ود طاي الله
هو من عربان أهل المحمية وكان مشهورا بالحكمة والرأي السديد وكان قصاصا للأثر ومن إعجازا ته أنه كان يقص الأثر على الحجر وقد استفاد منه أهل المحمية كثيرا في هذا المجال وقد حفر بئرا مالحة وكان يطلق عليها(بئر أحمد ود طاي الله) ألا رحم الله أحمد ود طاي الله وأسكنه فسيح جناته.

عبد الوهاب ود الحسين ود البدوي
الحديث عن عبد الوهاب ذو شجون فعبد الوهاب لم ولن تجود المحمية بمثله على الإطلاق فقد كان مميزا في دراسته وكان من أوائل الطلبة الذين دخلوا المدرسة الريفية آنذاك في الوقت الذي كان من يدخلون هذه المدرسة يعدون على أصابع اليد، عبد الوهاب إضافة إلى تفوقه الدراسي كان شاعرا وفنانا ورساما وعازفا على المزامير، كان عاشقا للطبيعة فهو ابن الجبال والوديان كان زاهدا في حياته قليل الكلام ،محافظا على صلواته ومتدينا وقد كنت لصيقا به محبوبا لديه وكان يصطحبني معد للقنيص والصيد وأنا ابن الأربعة سنوات وعندما يبلغ مني التعب يحملني على ظهره ، وكان عبد الوهاب مشهورا بصيد القطا بمهارة فائقة حيث يجلسني تحت شجرة ظليلة ويبدأ بممارسة هوايته بالصفير الموسيقي لأسراب القطا والتي كانت تطرب له وفي اللحظة الحاسمة يقوم عبد الوهاب بإطلاق (الطرمباش) على القطا وغالبا ما يصيد ما بين ثلاثة إلى أربعة من أسراب القطا وأركض أنا فرحا لألتقطها ويقوم هو بربطها لي بخيط ونحملها عائدين إلى القرية.
من الأغاني التي كان يرددها عبد الوهاب والتي كنت أسمعها:
أندب حظي أمر آمالي دهري قصدني مالوا ومالي
شوف الخيرة يا رمالي تقول كاتبني عند عمالي
ومن الأغاني التي كان يرددها أيضا(النار تقوم في قشيشي أصبح محمر عيشي)
وأغنية (بنت الشمال ) والتي يتغنى بها الفنان زكي عبد الكريم ولهذه الأغنية قصة أحتفظ بها لنفسي وليست للنشر وكذلك الجالون.
ضياع عبد الوهاب
الضياع الأول كان عندما ذهب عبد الوهاب مشيا على الأقدام من منزلنا بإشلاق البوليس بالسجانة إلى أن وصل إلى قبة الشيخ الكباشي .
الضياع الثاني حدث بالمحمية وعبد الوهاب هو ابن الوديان والجبال عندما ضل طريقه وظللنا نبحث عنه ليومين متتاليين ولم يتم العثور عليه من الأشياء المدهشة وفي أثناء البحث عنه وجدناه كاتبا على الرمل كتابتا واضحة عبارة
(الأمر لله ) إلا أنه بعد ذلك أحضره إعراب من قبيلة (أولاد أبو توب) وذلك بمجرد أن علموا أنه ينتمي إلى آل البدوي، الأمر الذي يؤكد مكانة جدنا البدوي بين القبائل.
أما قصة الجالون فهي قصة طويلة لا أستطيع الخوض فيها وهي ليست للنشر وأحتفظ بها لنفسي.

حسن جلاد
هو شخصية معروفة لدى أهل المحمية وكان رجل قصير القامة وأغلب الظن إن هذا الاسم قد أطلق عليه لممارسته مهنة التجليد سواء للعناقريب أو غيرها ، وكان لحسن جلاد صوتا جهوريا وعندما يقوم كما يقال بنهر الديكة فإنها كانت تطير في الهواء لحدة صوته ويقال أيضا أن الأغنام كانت تفزع من صوته عندما يقول (تك) وقد اشتهر الوادي الذي كان يسكن في أطرافه (بوادي حسن جلاد ) وسوف يأتي الحديث عن هذا الوادي لاحقا ، ومن الأقوال المأثورة لحسن جلاد مخاطبا ابنه عبد الرحيم ناصحا إياه بعدم معاشرة أخي إبراهيم لأنه حسب رأيه
(ناس إبراهيم ديل ناس شباعة )


فضل المولى
فضل المولى هو شخصية مغمورة لا يذكرها أهل المحمية كثيرا وهو زوج (بارد النسم ) وهو رجل قصير القامة محدب الظهر وقد شاهدته مرة وهو في زريبته ولا أعرف الشئ الكثير عن هذا الرجل.

امحمد ود الحداد
امحمد ود الحداد كان يسكن بالقرب منه وشهرته ناتجة من كونه كان يقوم بتطريق السكاكين والفراريك وما شابه ذلك وهو رجل أصلع الرأس قليل الكلام ولا أعرف عنه أكثر من ذلك .

الشيخ عمر ود بلال
لا أعرف عنه الكثير سوى أن له كشك مدفون بداخله وكان الناس يتبركون به ويحلفون باسمه وكانت هناك امرأة طاعنة في السن تدعى خادم الله تعتقد أنها حوار الشيخ عمر وأن ما يوهب للشيخ عمر من هدايا من حقها هي فقط و غالبا ما كانت تثير المشاكل معنا في هذا الشأن.
الشيخ أبو سبيب
لا اعرف عته الكثير سوي أن له قبة مدفون بداخلها ويتبرك الناس به ويعتقدون فيه , وكان الاعتقاد السائد آنذاك بان من يدخل قبة الشيخ أبو سبيب بنعلاته سوف يقفل باب القبة عليه ولن يفتح إلا بعد أن يذبح تور , إلا أن هذا القول ثبت بطلانه حيث دخلت عدة مرات ولم ينقفل باب القبة ولم اذبح ولا دجاجة حتى .
امحدحمد ود حوة
اغلب الظن انه من سكان المطمر اوالحتانة وكان كما يطلق عليه (عويرا ) ومن طرائفه التي تحكى عنه ولم أشاهدها انه أصر على أن يملا القفة موية من البحر وحاول الناس إقناعه بان ذلك مستحيلا دون جدوى , إلى أن حضرت والدته وأخبرته بعدم رغبتها في الماء
اللبيكم
ما اعرفه عن اللبيكم انه كان أبكما ومن هنا جاء اللقب وكان دائم التجوال بالجزيرة يقضى معظم أوقاته بها وكان كثير الصياح بسبب أو من دون سبب ومن الطرائف التي لا أنساها اننى في يوم لم احظي بقبض اى دباسة وكنت ادودر مجموعة من الدباس إلى أن أوشكت الشمس أن تغيب وجاء اللبيكم صائحا كعادته الأمر الذي افزع الدباس وطار إلى نخل سليمان ودحامد الذي كان منامه هنالك وأجهشت إنا بالبكاء .
حبة صوفة
كان رجلا اشعس اغبر هندامه متسخ غزير الشعر من غير ترتيب وكنا نشاهده دائما أيام الأعياد عندما نذهب للصلاة بالخطوة , وعلى كل حال كنا نولى الإدبار لدى رؤية حبة صوفه اعتقادا منا انه يعض وما أكد ذلك انه كان يطاردنا ولكن لا اعرف أن كان حبة صوفه يعض أم لا ولم يثبت أن حبة صوفة قد عض أحدا لانه أصلا لم ينتظره احد ليتم التأكد من ذلك


النجومى
النجومى كان رحلا قصير القامة وقد حكي لي آخى احمد رحمة الله عليه انه كان يطلق عليه الصياح لانه كان يصايح بصوت عالي مبلغا خبر وفاة أو مناسبة زواج لأهل المحمية غرب في الضفة الأخرى.

مواقع هامة بقرية المحمية

غابة بنات على
بنات على اذكر منهن نفيسة وبلالة وهذه الغابة ما هي إلا غابة صغيرة بها عدة شجيرات وكانت حكرا على بنات على حيث كنا يسكن هنالك .

عشر ود حران
كان عشرا كثيفا وغزيرا ولا أدرى أن كان ود حران مالكا لهذا العشر أم من أين جاءت التسمية , وقد كانت تكثر به الأرانب ولكن لغزارته يتعذر صيدها هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فان كواريك عبد الله وصياحه لدى رؤيةارنب كانت تفزعها وتبث الرعب فيها الأمر الذي يجعل الأرانب تضاعف سرعتها وتعجز الكلاب من اللحاق بها , إلا مرة واحدة نجح فيها العوض محمد عبد الله في قتل أرنب بعصاه وظل يصيح فرحا (قتلتها , قتلتها ).

غابة حمد ود سعد
هذه الغابة كانت مقصدنا لأنها مليئة بالدباس ,أما سر التسمية فلا ادري أن كان حمد ود سعد مالكا لها من عدمه.

وادي حسن جلاد
سر تسمية هذا الوادي بوادي حسن جلاد أن حسن جلاد كان يسكن في طرفه، ولكنه لم يكن مالكا له وكان يكثر بهذا الوادي الدباس البيوضي .

ود أيوب
كان ود أيوب عبارة عن غار ليس بالعميق وكانت تكثر بالغار حفر تتخذ منها الببغاوات أعشاشا لها ولا أدري سرا لهذه التسمية.

الجبيل الأحيمر
ما كان يميز هذا الجبل الصغير أن لونه كان أحمر وكانت صخوره هشة ويسهل النحت عليها وكان أخي عبد الوهاب رحمة الله عليه ناحتا اسمه هنالك .
جبل الصيد
كان جبلا ضخما ومنحوتا من الداخل في شكل غار كبير يأتيه الصيد ليلا للمبيت فيه وقل ما تجد به الصيد نهارا ولذلك فإن هذا الصيد من هذا الجبل كان حكرا على عبد الله الأعور الذي كان الوحيد الذي يملك بندقية للصيد.

زرايب بنات عاشة
زرايب بنات عاشة ماهي إلا زريبة واحدة تخص بنات عاشة الثلاثة
( خديجة،زينب،ونورالمدينة ) وذكراي عنها أنني استطعت قرب هذه الزريبة أن امسك بقمريتين في آن واحد عندما تسابقتا للحصول على حبة عيش الريف فوقعا سويا في الفخ .

بئر العوض
هذه البئر كانت مخصصة لسقي الماشية التي كانت متواجدة في الزرايب القريبة منها وكانت السقيا تتم دائما في منتصف النهار وهو الوقت الذي كنا نأتي فيه للبئر لنشرك للقمري الذي كان يأتي للشرب من البئر وغالبا ما تكون المواشي من غنم وأبقار عائقا لنا .

بئر الأمين ود هاشم
ليست لهذا البئر أي أهمية تذكر لأنها كانت قريبة من البحر.

بئر ود سويكت
كانت أحلى بئر موجودة في القرية ويقال أن ود سويكت هو من قام بحفرها ومن هنا جاءت التسمية وكانت بعيدة كل البعد من القرية وهي قريبة من غابة حمد ود سعد والوصول إليها كان في غاية الصعوبة ولكن كانت مياهها مرغوبة لحلاوتها.

زريبة العبيد ود أحمد
كانت هذه الزريبة من الزرايب الكبيرة ولذلك كان يكثر بها الدباس ولكن كنا نتردد كثيرا في اقتحامها والشريك للدباس وما كان يخيفنا ليس العبيد مالكها ولكن امحمد ود أحمد أخوه الذي كان طويل القامة يتطاير الشرر من عينيه ولا تعرف الابتسامة إلى وجهه طريقا وأجرم أنني لم أرى امحمد ود أحمد مبتسما قط فقد كان دائما متجهما وقليل الكلام لذلك كنا نتجنبه، وأحسب أنني ليس لدي دليلا قاطعا أن امحمد ود أحمد كان شريرا سوا ملامح و
سرحة الشيخ ود عبد الله ود احمد
هذه الشجر ة الكبيرة ومائلة إلي الأرض لعوامل الطبيعة آنذاك إلا انها كانت صامدة فى وجهها وذكرياتي عنها انها كانت مقرا دائما لطائر الهدهد العنيد الذي عجزت عن اصطياده على الرغم من اننى بذلت كلما بوسعي في ذلك إلا إن محاولاتي باءت بالفشل وعلى الرغم من ان أولى الخبرة نصحوني باستعمال الصارقيل , الا إن الهدهد لم يقع في شباكي إطلاقا
سيالة بابكر ود النور
كانت شجر ة ظليلة وكنا نتجمع فيها فى مواعيد مرور القطارات حيث كان المسافرين يرمون الأمانات (القفاف ) بلغة أهل المحمية الطيبين ونقوم بكل أمانة بإيصالها الى أهلها وشتان بين الأمس واليوم
حادثة ود المختار مع يوسف ود العوض ود ابشر
ود المختار هو من أهل المطمر أوالحتانة لست متأكدا وقد حدث اشتباك بينه ومجموعة مع يوسف ود العوض نتيجة خلاف على المرعى وانتهى بغلبتهم على يوسف الذي كان وحيدا وقاوم مقاومة الإبطال ولكن الكثرة تغلب الشجاعة وطرحوه أرضا وكان العوض ود ابشر اول الواصلين الى ميدان المعركة بعد تلقيه الخبر من بعض الإعراب وظن ان ابنه يوسف قد فارق الحياة بعد ان وجده ملقيا على الأرض وملطخا بالدماء وهنا تجلت عاطفة الأبوة فما كان منه إلا أن طارد ود المختار بعد ان فر من ميدان المعركة ورفاقه وعندما لم يلحقه عالجه بضربة من (فراره ) الذى كان يحمله بكل دقة وبراعة أطاحت بإذنه التي فقدها إلى الأبد وسقط قرب البحر .
زريبة ود زمزم
هى مثلها ومثل كل الزرائب ولكن ما يميزها هو ان ود زمزم كان متواجدا بها معظم وقته وما يقال انه يقضى أوقاته بها أكثر مما يقضيه بمنزله كناية عن حبه لأبقاره التى قيل انه كان يحادثها ويغضب عليها احيانا بل يقال أته كان يعاتبها إذا اخطات , ومن الطرائف انه فرش لبقرته المحبوبة لديه والتي قتلها القطر والتي كان يطلق عليها (الحميراء ) , وفى مرة كنت اركض خلف ابى ومر بزريبة ود زمزم ووجده كعادته يحادث أبقاره وهو أيضا كعادته عاري الصدر فقال له أبى بحدة شديدة (ود زمزم الم اقل لك لاتقعد بمثل هذه الحالة مع البقر وقبل أن أن ينتظر أبى الإجابة قال لود زمزم وبحدة (على الطلاق أنت وبقرك واحد ).
حمارة المبارك
حكايتها إن آخى عبد الوهاب وصديقي العزيز عبد الله ود الشيخ ركبوا سويا حمارة المبارك دون إذن منه وذهبوا بها مشوار ودخلوا بها الكرو قصاد المطمرذو التربة الطينية وغطست الخمارة بأرجلها الأربعة وكلما حاولوا إخراجها دخلت أرجلها بالطين أكثر فأكثر وأخيرا تركوها وذهبوا ظنا منهم ان الموضوع قد انتهى ناسين ان هنالك أعرابيا كان براغب الموقف من اعلي (الخطوة ) واخبر المبارك بذلك إلا إن حبوبتنا بنت الريح تصدت للمبارك وأوقفته عند حده كعادتها.
جمل الدويحى
هو احد الإعراب الذي كان يملك جملا سريعا كان مصدر إعجاب الكل آنذاك وكان هو شخصيا معجبا به كيف لا ودائما ياتى في المرتبة الأولى ولا يسمح الدويحىبمشاركة جمله فى السباقات إلا بعد تدخل الأجاويد والحناسة
بت البولاد
كانت تسكن وأهلها في مقدمة الوادي الكبير وكانت لها ورمة كبيرة فى رقبتها تسدها تماما وكنا ونحن عائدين من القنيص عطشين تعطينا الماء بالقرعة واحسب انها كانت مصابة بالسرطان.
القاب لبعض الماشية لدى أهل المحمية
الحميراء , عز ود رجبة , المدعفسة , عز إبراهيم ,
القاب لبعض الكلاب
دابى الليل – براقة – نيشان – الرجح – كاسر – فريدة.
الأشجار
شجرة الحسين – شجرة ابراهيم –سدرة الشيخ ود عبد الله – سيالةبابكر- غابة بنات على – غابة حمد ود سعد –
كراهيتنا لمحطة شندى
كنت وآخى عبد القادر لا ننام ليلتها عندما ياتى أبى بالتصاريح إيذانا بالسفر إلى القرية وكنا لا نفارق شباك القطر مستمتعين بالطبيعة ممثلة في الرعاة خلف ماشيتهم والأشجار على مدى البصر , ولكن شد ما كان يؤرقنا هو محطة شندى لأنها كانت تمثل المدنية بها المباني الجميلة وثكنات الجيش والمدارس ،،،،،،،الخ وكنا ننتظر اللحظة التي يغادر فيها القطار محطة شندى بفارق الصبر,
ختاما هذه بعض الذكريات التي جالت بخاطري ابى قلمي إلا ان يسطرها على الورق وعبرت فيها عن حبي لقريتي الصغيرة (المحمية ) , ورحم الله الأموات الذين ورد ذكرهم وأمد الله فئ عمر من هم على قيد الحياة.
وكلما اذكر قصيدة مليط اذكر قريتي المحمية وبخاصة البيت :
رعى الرحمن اهلك ما أقاموا وما رحلوا وحياك الغمام
واذكر أيضا عند هطول الأمطار وينعكس ضوء القمر على المياه قول الشاعر :
فضض الماء ياقمر
والله الموفق
جعفر حسن بدوى/ ابو عبد الوهاب
الرياض /المملكة العربية السعودية

ألف ألف شكر أبوعبدالوهاب على المساهمة الطيبة ، التي ستصبح مرجعاً في هذا المنتدى الذي سيكتب له النجاح بمساهماتكم وبتواجدكم ، لاسيما أنّ لكم باع كبير ومعرفة ثرة بتراث قرية المحممية وماضيها .

مزيداً من التقدم .

لك التحية مجدداً أبوعبدالوهاب

تقبل مروري

ابو عبد الوهاب
ما شاء الله سرد تاريخي مرتب. ينساب قويا.يحمل في طياته ما يجعله مؤهلا ليكون مرجعية

لك التحية