والدى المرحوم الحسن ود البدوى ووالدتى المرحومة آ منة بت احمد حديد يان بمعنى الكللمة

الحديث عن والداى ذو شجون ، فهما يمثلان لى المثل الأعلى صبراً وحكمةً صموداً وكرماً حاتمياً وعفةً لم اشهد مثلها منذ نعومة أظفارى ، فوالدى الحسن ود البدوى ذلك الرجل العفيف المكافح الفقير الى الله الصابر بما قسمه الله له من رزق متواضع فقد كان غنياً ولكن ليس بممتلكاته وعماراته وارصدته المالية لا والله بل بفقره نعم غنياً بفقره وقناعته بما قسم الله له من رزق حلال لم تمتد يده العفيفة الى حرام وكان دائماً يحرص على الحلال حتى عندما عرضت عليه الاموال الطائلة كرشوة فى الخمسينات رفضها بكل كبرياء وعفة نعم رفض الحرام الذى غرق فيه البعض حتى اذنيهم ، رفض الحرام خائفاً من عذاب ربه راضياً بقسمة ربه حريصاً على تربية ابنائه على الرغم من حاجته وهو تحت خط الفقر او ادنى رجلاً لن تجد له مثيلاً الا القليل ، تعلمنا منه الكثير الحرص على الكسب الحلال والبعد عن الحرام الذى اصبح حالياً مصدرفخر لضعاف النفوس ما زلت احلم ان اصل الى مرتبة ابى ولكن ما زلت احاول والدتى العظيمة من اهل قبلتى المشهود لهم بالكرم والطيبة تلك المرأة التى رعتنا ونحن اطفالاً تعلمنا منها كل شىء يمكن ان يتعلمه المرء عفيفةً تدير الأمور بكل كفاءة ولم تحسسنا بالفقر المدقع الذى كنا نعيشه لا تفارق الأيتسامة شفتيها ، كنا انا واخى نتسابق على حلة الملاح ونحن بالمرحلة الأبتدائية حتى وقبل ان نقلع ملابسنا يسرعة البرق تعد لنا الطعام والابتسامة لا تفارق شفتيها ، والدتى كانت متواصلة مع اهلها وكانت تحترم صلة الرحم وكان منزلنا باشلاق البوليس يعج بالزوار رجالاً ونساءً ووالدتى تستقبل وتودع لا تمل ، امى وابى زرعوا فينا كل شىء جميل مما لا يتسع المجال لذكره ، رحلوا عن الدنيا والكل يحسبهم اغنياء من التعفف ، انهما نموذج حى لكل الآباء والامهات ورسالة موجهة للجميع والحرص على الكسب الحلال والبعد عن الحرام فالموت اقرب حيث لا يجدى الندم اللهم الا قد بلغت ، ورحم الله والداى ، الم اقل انهما حديديان.
ابو عبد الوهاب