اب...شقه بين عنفوان السكه حديد والتقاعد المر

محطة السكه حديد الخرطوم القديمه لها عبق خاص فى نفسى فهى مرتبطة بذكريات السفر الى العوضاب فى ذلك الزمان حيث لم يكن هناك طريق للتحدى فالقطار متعة السفر والترحال ولكل الناس ذكريات جميله فى ذلك الوقت ، حينما تدلف الى محطة السكه حديد وعلى ظهرك شنطة الملابس البسيطه متوجها نحو البوابه الرئيسيه وعلى يمينك فى المدخل مكتبة السكه حديد العتيقه وبداخلها سعيد (المشلخ )قصير القامه ممتلىء الجسم اظنه من المحميه غرب وغير بعيد منك وبجوار قطارات البضائع المفتوحة الابواب العتاله يتحركون كالنمل نشاطا وحويه جيئة وذهابا حمل ورفع وانزال وعمنا (ابشقه )(وقيل انه سمى بذلك الاسم لانه كان قويا فى ضرب السياط فى الافراح حتى يكاد يشق ظهر المجلود )كالاسد قوة ومنعة ومما يقال عنه انه كان يفرغ عربة قطار كامله بنفسه كان قوى البنيه صلب العود وملامح وجهه السمراء المزينه بالشلوخ وحبات العرق تنساب بينها تزيده مهابة كان علما من اعلام السكه حديد واسدا من اسودها وبرغم من قوته فانه كان حلو الكلام خفيف الظل سريع البديهه يرمى اليك بالكلمه فهى جوامع الحكمة ويقذفك بالطرفه قذفا فتستلقى على قفاك من كثرة الضحك مبتسما ساخرا من الدنيا وما فيها ، ولكن لكل عهد نهايه ولكل زمان خاتمه ، قلت مروته واثرت عليه الاحمال الثقيله التى عاش فيها معظم شبابه وفتوته فأثرت على الدماغ والمفاصل فاثر الانسحاب وتوجه نحو العوضاب متقاعدا وكثرت عليه الابتلاءات والامراض ورق حاله وقلت مؤؤنته وبرغم ذلك ظل صابرا على وضعه لاتفارق الابتسامه محياه، كان فاكهة المجالس وفرحها بنكاته اللازعه وامثلته الساخره حتى لقى الله بسيطا نقيا طاهرا عاش كادحا ومات فقيرا لايملك من الدنيا شيئا ، رحمه الله رحمة واسعه .

الاخ عاطف كتاباتك جميلةومفيدة ولكن لزيادة التشويق نرجو استعمال الوان اصفر احمر وهكذا

لله درك أخي عاطف ..وزادك الله حرصا وألقآ فبمشاركاتك الثرة ..بز منتدانا أقرانه ..ولك شكري