بيت ود الشايقى وذكريات الماضى

قلة من الناس يعرف بيت ود الشايقى ولكن لمن لا يعرفه فهو لا يعدو اكثر من منزل عتيق متهالك البنيان مبنى من الطين وربما يعود بنيانه لزمن بعيد اعجز عن تحديده وربما يعرف من سبقونا تاريخ هذا البيت الذى هو جزء من الماضى الذى اندثر ، وبيت ود الشايقى لا يعدو اكثر من منزل متواضع به غرفتين من الطين وسكانه آنذاك أكثر من سعته ولكن اذا تطايبت النفوس فكل شىء يهون وهذا ما افتقدناه فى زمننا هذا ، كان هذا المنزل مقراً دائماً للكثير من أهلنا الذين تركوا القرية مبكراً واستقروا بالخرطوم ولكن ذلك لا يعنى أنقطاع صلتهم بالقرية انما جاءوا للخرطوم رغبة فى اصلاح وضعهم المعيشى وقد كان، ومن الذين سكنوا بيت ود الشايقى عمنا / المرحوم عثمان البدوى عميد اسرة آل البدوى والخال محمد احمد ابشر (قروة) وابن العمة الشيخ العوض وبشير جندى والريح وهؤلاء للمثال لا الحصر، وكا ن منظراً جميلاً وانت تراهم بعد صلاة المغرب وهم يفترشون البرش الأبيض امام المنزل ويتبادلون اطراف الحديث ، انها البساطة والحياة الجميلة والقناعة ، فهذا هو بيت ود الشايقى الأثر القديم الذى لم يندثر على الرغم من أزالته تماماً وأستبداله ببنيان حديث وعلى الرغم من ذلك فسوف يبقى بيت ود الشايقى معلماً تاريخياً بارزاً وذكرى جميلة فى قلوبنا وما اسفت له انه ىلم تلتقط له صوراً كى يتم عرضها بالمنتدى ، رحم الله ود الشايقى ورحم الله عمنا عثمان ومن معه وأمد الله فى أعمار من بقوا على قيد الحياة ، وانها الذكرى وما اجمل معناها0

ابو عبد الوهاب

أخونا جعفر أمد الله فى أيام عمرك ونشكر لك هذا التوثيق الرائع والاسلوب الراقى فى جذب الحديث وأنت تتأدب فى حديثك بكل حس مرهف وبصراحة من أول كلمة بوصف المنزل العتيق لقد عشت بكل مشاعرى وسرحت حتى وأنا فى غرفتى المتواضعة التى اسكن بها فى احدى فنادق مدينة جازان فى مأمورية عمل لقد تلاشت من حولى الرؤى لملامح تلك الغرفة التى أسكنها بكل ملامحها الحديثة من أعمال جبس وزخرفة وأضاءة أسبورت لايت ولقد تحولت فى خاطرى الى غرفة سقفها البرش والجريد والشقيق وعود المرق والشبعة ولمبة أم عوينة فى أحدى شرافات البيت تتراقص مع نسمات الجروف المشبعة برائحة الطمى والمعلاق وسعن الموية وصدقنى كانت برهة من الزمن لا تتعدى خمس دقائق مررت بذاك الزمن الجميل بكامل أوصافه .... شكرا لك على هذا التوثيق والمعلومة الجميلة ونرجو منك أن توافينا بصورة منه أحداها صورة من بعيد حتى نرى المعالم المجاورة له وأخرى من قرب مع خالص التحية