المولد النبوى الشريف وذكريات الماضى

كانت مناسبة مولد رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) تمثل الفرحة الكبيرة للكبار والصغار على حد سواء ، فلنترك جانب الكبار فهى لا تعدو الناحية الروحية لميلاد رسولنا الكريم ، اما نحن الأطفال آنذاك فقد كانت تمثل الكثير لنا ، فقد كنا نذهب الى ساحة المولد التى كانت تفام مراسيمه بميدان (الليق) بالحلة االجديدة والذى كان لا يبعد الكثير من (إشلا ق البوليس) الذى عشنا أجمل ايام الطفولة به ، كنا مجموعة من اولاد البوليس نتزامل ونذهب سوياً بعد صلاة العصر لنمكث هنالك حتى بعد صلاة العشاء متنقلين من خيمة الى اخرى (لعدة طوائف) وكنا نستمتع بالنوبات والدراويش وهم يتمايلون تارة نحو اليمين واخرى نحو اليسارهائمين بحب رسولنا الكريم وذاكرين مولده ، كنا نتناول اكواب الشاى الذى يدور وبصفة مستمرة خلال ايام المولد ، ودائماً اذكر رائعة الفنان المبدع عبد الكريم الكابلى (ليلة المولد)
وهنا خيمة شيخ يرجحن
يضرب النوبة ضرباً فتئن وترن
كنا نتنقل بين الخيام المفتوحة والتى كانت تبيع(حلاوة سمسمية)وهى بمتناول اليد وتباع بالكيلو واحياناً بالقطعة ولكن العرائس كانت بعيدة المنال لنا نحن الاطفال آنذاك ويسيل لها لعابنا لمجرد رؤيتها على الارفف نظراً لارتفاع اسعارها وضيق ذات اليد ، ولكن كنا انا واخى المرحوم عبد القادر نحظى بهذه العرائس عندما يصحبنا اخى المرحوم /احمد الحسين والد كل من فيصل وهيثم ومعنا والدتنا آمنة احمد البشير رحمة الله عليها، انها ذكريات المولد بالماضى وما زالت عالقة بذهنى ولكن المجال لا يتسع لها واترك الفرصة لغيرى0
ابو عبد الوهاب