دباسة ابوتلة ود الماحى المجنى عليها

لا زلت اجتر ذكريات الماضى الجميلة ايام الصبا ايام كنا نلهو فى البستان نطارح القمارى ، وتحت شجرة الخريم الظليلة كنا جلوساً ثلاثتنا انا وعبد الله الشيخ وابوتلة الماحى وكان ذلك فى زمن بعيد مضى واكل عليه الدهر وشرب ، جلسنا ثلاثتنا بعد ان نصبنا شراكنا بالتقة فى انتظار اسراب الدباس علنا نحظى بواحدة او اثنين قبل مغيب الشمس ، ونحن على هذا الحاال والدباس لم يرد بعد وما زال بقيلولته بنخل سليمان ود حامد رحمه الله ، هب ابو تلة واقفاً ولدى سؤالنا عن مقصده اجاب انه ذاهب لبئر الأمين ود هاشمى للشرب وكنا نخشى البحر على الرغم من قربه ، ولم تكن حادثة نور الهادى ود الدقيل ببعيدة عن الاذها ن، مضى ابو تلة الى البئر وما لبث الدباس ان ورد الى التقة بعد فترة القيلولة وانقبضت انفاسنا وفجأة طار الدباس فزعاً بعد ان وقعت احدها فى الشراك وهرعنا انا وعبد الله لخلاصها من الشرك ، ولكن لحظنا العاثر كانت الدباسة بشرك ابو تلة ، وقررنا الأستيلاء عليها فى ظل عدم وجوده وقمنا بقص ذنب الدباسة بعد ان خلصناها من الشرك ووضعنا الذنب مكانها بالشرك وتركنا الشرك بالتقة ، وعندما حضر ابوتلة عائداً من البئر استقبلناه اسفين لأن الدباسة ضربت بالقلبة اى انها اتت الشرك من الخلف وافلتت منه تاركة ما تبقى من ذنبها حبيساً به ، ولكن يبدو ان ابوتلة لم يكن على قناعة فيما ذهبنا اليه لأنه عاد الى التقة واحضر الشرك وبه ما تبقى من ذنب الدباسة ونظر الى الدباسة بدقة قائلاً اذا كانت الدباسة قد ضربت بالقلبة لماذا بقيت بين ابديكم ومن المفترض ان تكون فد طارت وبقى الذنب فقط وهنا بهتنا وصمنا عن الكلام واعدنا لابى تلة دباسته وعدنا ادراجنا الى القرية مع مغيب الشمس بخفى حتين سوى دباسة ابو تلة المجنى عليها ، انه الماضى الجميل والذكرى والماضى لا يعود:
ابو عبد الوهاب

بساطة الماضي سر روعته.وحياة القري هي المثال الحي.
وتوثيق تراثنا كتابة وصورة هدف سامي ننشده.
تربع علي عرش السمو كل من أبا عبد الوهاب والأخ عاطف الحاج (الغائب عن الساحه).فكانت مساهماتكم خير ونيس وجليس لنا.