البرش… مفردة تزاحم من أجل البقاء

من طرف ???? الأحد مايو 30, 2010 12:12 pm

يبدو أن التطور ورياح التكنولوجيا قد ساقت أمامها الكثير من الأشياء التي كان يظن الإنسان في السابق أن لا سبيل له من الفكاك منها أو العيش بدونها خاصة وأنها كانت تمثل مفردات هامة جداً في حياته. (البرش) واحدة من أهم الأدوات التي استخدمها الإنسان في السودان بمختلف قبائله ومكوناته الثقافية إلا أنه اليوم كاد أن يكون في أعداد المفقودين وتجد من يستخدمه الآن نطاق ضيق جداً فقط عند النساء (برش الدخان) تقول الحاجة آمنة كنّا في السابق نصنع البرش من النخيل أو الدوم والمود القمح (العشر) بعد شقها بطريقة معينة، بعد ذلك نقوم بصبغه بألوان متعددة على حسب ما نريد وتأخذ صناعته الكثير من الوقت وكنّا نجتمع عند إحدانا لصناعة البروش وتجاذب أطراف الحديث، كانت هناك نسوة يتميزن بجودة صناعتهن للبروش لذلك كان لهن زبائن كثر. و من أكثر أنواع البروش التي تأخذ صناعتها فترة طويلة برش (السباتة) الذي كانت تقوم بصناعته لصلاة الجماعة وكان يجلس عليه الناس أيضاً في المناسبات كالأفراح والأتراح حيث لم تكن الكراسي متوفرة في ذلك الوقت خاصة في بيوت العزاء التي لم تكن ترفع (السباتة) المفروشة فيها إلا بعد انقضاء الأربعين. يليه برش (الجنازة) وهو برش أبيض يصنع من أجل أن يوضع على عنقريب الجنازة ولا يستخدم إلا لهذا الغرض وتعمل نساء الأسرة على بقائه نظيفاً وحفظه في مكان جيد. ومن أجمل (البروش) التي كنّا نتفنن في صناعتها برش الجرتق الذي يعتبر اللون الأحمر أساسي فيه ويصنع من عدة ألوان زاهية وجميلة وكانت ترقد عليه النساء عند الوضوع (برش النفساء) ويستخدم في الختان والجرتق. كذلك كان هنالك برش الصلاة (الصلايات) وهي بروش صغيرة دائرية الشكل أو مستطيلة تصنع من أجل الصلاة عليها. ثم أردفت الحاجة آمنة قائلة لم يعد البرش كالسابق وقلما نجد من يستخدمه وقد حلت بدلاً عنه المفارش البلاستيكية والموكيت ولم يعد الناس في حاجة إليه وإن وجد من يستخدمه فإنه يوصف بالتخلّف.

منقول من جريدة التيار