البحث عن ملامح تاهت وسط المدينه

المدينه بزحامها المتدفق وجلبتها وضوضائها تربكنى تجعلنى اتحرك ببطء وسط الحشود المتلاطمه كل يسعى لرزقه ومبتقاه والملامح المتقاربه المتشاكسه المتنافره المختلفه تحيرنى ذلك مبتسم واخر ضاحك واخر عابس وبعضهم شارد النظرات ، وذلك اظنى رأيته فى مكان ما واحدق فى وجهه بتمعن وانصرف عنه وانا اجرجر اقدامى ببطء وتمهل ، وبعضهم خلفى يضغط مؤخرة حذائى فينخلع ويؤخرنى خطوات وانظر اليه بغضب صامت وانشغل فى اصلاح ماافسد منحنيا ورائحة عطر فواح تمر بجانبى برشاقه فتعطينى بعض الصبر ، والعرق يتصبب من وجهى وشمس الصيف الحارقه تكاد تحرقنى بفيحها الحار ، وحلقى اصابه الجفاف من شدة العطش فملاذى كوب من الليمون البارد فى الجوار ، وانا استمتع بشرب الليمون عشرات من الاعين تتفرس فيك لعلها تجد فيك جارا او قريبا اوصديقا أو زميلا قديما لم تره من زمن بعيد وترتد عنك خائبه ، وملامح الوجوه تتراءى فى خيالك المتعب وتتسائل لماذا لااعرف احدا من هولاء الناس الذين يملاءون الساحات والطرقات والمحلات التجاريه والمطاعم وسائقى العربات وانت تتجول وتتأمل فى وجوههم لعلك تعرف احدهم ولكن خاب الظن وطاشت السهام وبعد المقصد ، ولكن يستوقفك عنوان بارز عند بائعى الصحف الذين يفترشون الارض فتقف بلا هدف محدد وتظل عينيك يتحركان جيئة وذهابا فى كل الصحف المعروضه سياسيه ورياضيه واجتماعيه وحتى لاتخيب ظن البائع الذى يحدق فيك بأمل تشترى منه (نبض الكراكتير ) بخمسين قرش وتنصرف .....الخ .