خيال فى خيـــــــــــال

من طرف بت الصادق الثلاثاء يناير 25, 2011 12:17 pm

تخيل لو أن بائع الصحف أحضر لك صحيفتك المفضلة لتناول إفطارك اليومي من الأنباء و الأخبار فتقرأ في الصفحة الأولى الخبر التالي :

(فلسطين تعود الى أهلها بعد سنوات من المعاناة) .
فتمسح عينيك لتقرأ من جديد ..لكن الخبر بعد مسح العينين لا يتغير..تضرب كتفيك بحنـان ثم بقسوة فربما كنت نائم تحلم بما لا يباح..لكن رائحة طعام الافطار حولك تؤكد استيقاظك..فتمد بصرك الى أعلى الصحيفة لتتأكد من هوية التاريخ فربما كان الأول من أبريل، ففي هذا اليوم الكذب عند البعض مباح.. لكن تاريخ الصحيفة يؤكد براءة الأول من أبريل..فلا تملك عندها سوى أن تردد بينك وبين نفسك ربما كان هناك خطأ مطبعي.. أو أن هناك طفلة صغيرة تدعى فلسطين فقدت ثم عادت الى أهلها بعد سنوات من الفقد...ويريحك هذا لتفسير كثيراً..فتمد يديك الى التلفاز..لتعاود وللمرة الثانية مسح العينين..وضرب الكتفين..و التأكد من براءة الأول من ابريل .

لكن عفواً ..لماذا أنت لست مقتنعاً بالنبأ الى هذا الحد؟
تخيل لو أنك فتحت عينيك بعد مئة عام من النوم المستمر لتجد نفسك في أحد ركان المتحف وتحيط بك مجموعة من طلاب المدارس الذين جاءوا لزيارة المتحف في رحلة مدرسية...فيمد أحدهم يديه الى أنفك بتعليقات سخيفة عن شكل الانسان وملابسه وحياته القاسية منذ مئة عام وينسىيديه فوق أنفك وانت تكاد تختنق...فتحار ماذا تفعل.. هل تصرخ فتقتلهم رعباً..ام تصمت فتموت اختناقا؟ لكن حياتك تعلو عن حياتهم..فتطلق صرخة مدوية..وتنظر حولك لتحصي عدد ضحاياك.لكنك تدهش..وتكاد تموت غيظا وانت تراهم يضحكون..وتسمع ذاك الشقي الذي كاد ان يخنقك يردد..

لابد انها الكاميرا الخفية التي كان يمارسها بعض التافهين في زمن الأجداد على حسب ما تعلمناه في حصة التاريخ
تخيل لو أنك معلما للتاريخ ..و أن أحد طلابك سألك عن مفهوم عملية السلام وأبعادها..فهل ستخدعه بقولك أن السلام هدفنا وهدفهم..و أنا نسعى اليه جاهدين ..و أنهم..و أن الطيور ( العربية) في غد السلام ستحلق بلا رصاصات غادرة..و أن الزهور ستتفتح بعيبير عربي ..و أن الشمس ستشرق بدفء عربي..وأن الأرضستتحدث بلسان عربي؟...هل ستقول له كل ذالك..أم أنك ستكون صادقا فوق العادة..وستعترف له بلسان الضمير العربي أننا وحدنا نسعى للسلام ووحدنا نحلم بالسلام..ووحدنا نغني للسلام..ووحدنا نصفق للسلام..ووحدنا ننحي للسلام...ووحدنا نخلع قبعاتنا للسلام..ووحدنا نثق بالسلام...ووحدنا نأمن لذئب السلام؟
[b]تخيل لو أنك كنت تسير في بلد لا تعرف لغة أهله.. فترى صورتك علقت في كل مكان وقد كتب تحت الصورة (ساهم في القبض على هذ المجرم ). وبحركة غير إرادية منك تحاول إخفاء وجهك بيديك...لكنك تكتشف أن أحدهم يطيل النظر اليك...ثم يعاود النظر الى الصورة..وتسعفه يداه في القبض عليك قبل أن تسعفك قدماك في الفرار منه..وهناك أمام هيئة المحكمة تحاول جاهداً أن تشرح لهم بالاشارة أنك لست هو...لكنهم لا يفهمونك..وينطقون بلحكم بلغة لا تفهمها أنت...لكنك تجد نفسك فجأة أمام..
[center]

الى هنا ويجب أن تتوقف أنت أيضا عن التخيل فقد انتهت المساحة المتاحة

[/b][/center]