بالدموع كما بمباهج القلب تقاس الاعمار

يقول احد الروائيين فى رواية له (ليس العمر ما يملكه المرء من سنوات بل ما يملكه من احاسيس)ا
فى نهاية السنه علينا اذن ان نقاوم ذعر الزمن الهارب بنا الا نقيس اعمارنا بما عشنا من اعوام بل بما عايشنا من مشاعر . وحدهم الذين احبوا عاشوا حقا .بالدموع كما بمباهج القلب تقاس الاعمار .فلندع جانبا روزنامة السنوات و لنعد النظر فى تواريخ ميلادنا استنادا الى مسقط قلبنا لا مسقط راسنا ربما اكتشفنا اننا اصغر او اكبر مما كنا نتوقع.ا

ثمة من يضيف سنوات الى حياته و اخر حياة الى سنواته .الاول كلما تقدم به العمر يشيخ ...و الثانى كلما تقدمت به الحياة يصغر
اشياء تافهه تسرق عمرنا و تزيد على ذلك بان تحسب علينا عمرا لذا نظل جميعا مذهولين عندما تقدم لنا فواتير العمر ...لا احد منا يصدق عمره
لعام اخر اسدى لكم النصيحة اياها : لا تضيفوا سنوات الى حياتكم بل حياة الى سنواتكم .اسرقوا من العمر حياة قبل ان يسرق العمر اجمل سنوات حياتكم
استمتعوا بالحياة فى كل فصولها و فى كل لحظة منها ...حتى عندما يسوء الطقس و تمطر السماء و ياتى الشتاء
ثمة دائما شئ جميل يمكن ان يحدث اثناء موجة شتويه ...اسالوا الاسكيمو العاشقين ابدا
لا تكونوا نملة ...بل نحله
لا تنقلوا فتات الماضى من عام الى اخر
ولا كراكيب الذكريات اينما حللتم
لا تثقلوا ذاكرتكم بفواتير الخسارات ...تخلصوا من الذكريات اولا باول
كما النيويوركيين الذين يقصدون كل ليلة راس سنه ساحة تايمز اسكوير ليلقوا بكل ما لم يعد له مكان فى حياتهم
انها طريقتهم فى التخلص من الماضى كل نهاية سنه كما تتخلص الزواحف من جلدها
لكن
ان ننسى لا يعنى اننا صفحنا ذلك انه يوجد فرق كبير بين الصفح و النسيان
ربما لذا كل عام نلقى بكل الامنا الى مفرمة الماضى ...ولا نحتفظ سوى بحقنا فى الا نصفح