بعض الحزن (2)

المتوغلون فى الالم فقط هم الذين يدركون تماما ان الموت لم يعد الوسيلة الوحيده لايقاف الحياة فهناك امور تنجح فى ايقاف الحياة فى قلوبنا و اعيننا و قمة الالم... ان تتوقف الحياة بك و انت ما زلت تحتفظ بانفاسك و ما زال اسمك مذيلا فى قائمة الاحياء و لم يشعر بموتك و مغادرتك لها الا انت

فحتى جسدك يخذلك لانه يستمر محتفظا بقوته و قدرته على الحركة امامهم فى الوقت الذى تشعر فيه انت برغبتك و حاجتك لمكان ما...بقعة ما ...صندوق ما تعبئ فيه جسدك و حزنك ووهنك و تغمض و تسافر باتجاه حياة تتمناها ...لكن
و دائما و فى اغلب الحالات الذين ينتظرون الموت و يبحثون عنه لا يلتقون به سريعا

و يختلف الموت عن الحياة كثيرا فالحياة (فرصه) شبيهه بلعبه مؤقته هناك من يتقنها و هناك من يفشل بها و تتوقف اللعبه بانتهاء وقت الفرصه او المهله
لكن الموت يختلف فهو نهاية لا تمنحك الوقت الكافى لقراءة اخر كلمات الروايه او لمعرفة خاتمة الورقه الاخيره ...فنحن قد نشعر بالنهايه لكننا لا نقراها ابدا لاننا لا نسدل الستار الاخير على حياتنا فهناك دائما من يسدل خلفنا الستار

فالسابقون الذين مضى الموت بهم و حملوا على اكتاف ...بكتهم اعين و قلوب اصحابها و سارت خلفهم الجموع و صلى المصلون عليهم يتحولون مع الوقت الى ورقة من كتاب العمر ...قد نقضى العمر كله نقرا فى هذه الورقه و قد لا نعود الها بعد الانتقال الى الصفحة التاليه و قد نتفقدها فى لحظات الحنين
و نعاود هجرانها عند انطفائه و قد نبكى عند التجول بين سطورها ...و قد نضحك لكن الحياة تستمر فعجلة الحياة لا تعرقلها بقايا حكايه او دوامة حزن ...فمهما بلغت قوة الحكايه او شدة الحزن
فنبكى ...و الحياة تضحك
و نموت ...و الحياة تستمر

بعض الحزن
سقط من عينيها كما تسقط دمعة من الماقى
سقط من عينيها
ذاك الذى كان لها العينين
و كما الدمع ...ا
ما يسقط من عين القلب
لا يسترد