جزيرة جمره - نقلا عن منتدى الحتانه بتصرف

تقع جزيرة جمرة وسط نهر النيل في منطقة المحمية اي بين شندى و الدامر وتبلغ مساحتها قرابة الخمسة كيلومترات مربعة في فترة الشتاء والصيف ويغمرها النيل كاملة في وقت الخريف (الدميرة)
منطقة المحمية كما أسلفت تقع بين شندى والدامر وسميت (المحمية) لأنها تقع بين سلسلة جبال أم على ومجرى نهر النيل وهى من أغنى المناطق في السودان بزراعة الموالح وخاصة وهى الأشهر في إنتاج ( القريبفروت)Grapefruit ومعروف قريب المحمية لما يمتاز به من طعم وكبر حجم وكثير فائدة ويوصف قريب المحمية لمرضى فقر الدم لأنه غنى بالفايتمين وغنى بكثير من العناصر المكونة للدم(قريب أبو دمو)و قد كسب أهلنا في تلك المنطقة الجميلة ,طبيعة حياة البدو الجبلية القاسية وحياة سكان القبائل النيلية التي تعيش على الزراعة وتربية الحيوان . المحمية من اكبر محطات السكة حديد ومن أهم محطات(الزوادة) في مسار القطار إلى ثغر السودان بورتسودان و إلى بوابة الشمال في ارض حلفا
جزيرة(جمرة) فقد كانت في السابق وقبل سنة 1946 سنة الفيضان (كما يسميها أهلنا الكبار) جزيرة كبيرة تضم ما يقرب عن 500 أسرة من أهلنا في منطقة المحمية . كانت ترقد حانية في أحضان النيل. يقتات سكانها من زراعتهم ويأكلون ويشربون من لحوم وألبان حيواناتهم والمتمثلة في الماعز والضان . كانت(جمرة) تجمع أهلنا كأم حنون , ينعمون بالسعادة والأمان. كانت بيوتهم من القش والأخشاب وسط الحشائش الكثيفة . قد كانوا يتضررون كثيرا من النيران(ليست الصديقة ) . احترقت الجزيرة عدت مرات لذلك سميت بجمرة لأن أكبر الحرائق كانت من جمرة داعبتها رياح النيل فأتت على الأخضر و اليابس فسميت ( جمرة ( من ذلك الوقت .
تكونت الجزيرة من قطاعين ( جمرة ) وهى فى الجهة الجنوبية وتتكون من 12 قبيلة وبها أكثر من 1000 بيت و ( المكابرابية ) وهى فى الجهة الشمالية بالقرب من سقادى شرق حالياً .وكانت تدار بواسطة المشيخات فكانت مشيخة العوضاب عند شيخ أحمد محمدأحمد حامد عبد الله ومشيخة المكابرابية عند مجذوب ود ضياب وبقية القبائل تتبع لمشيخة الشيخ مصطفى ود حامد ود عبد السلام الذى كان ركيزة تعتمد عليها القبائل فى حل معضلاتها .

كان سكان الجزيرة يعتمدون فى حياتهم على الزراعة البسيطة وتربية المواشى . وكانت التجارة عند الشيخ مصطفى ود حامد والشيخ أحمد واكبر تجار الجزيرة كانت بت وهب بت الإمام وكانت الجزارة عند حسن أحمد الأمين وكانت أدواتهم من الفخار والخشب والطلس .

كان سكان الجزيرة يعتمدون فى علاجهم على الأعشاب وأمراض الصداع المزمن علاجها عند الشيوخ اما الطهارة فكان بالمكابرابية أخو مجذوب ود ضياب أما جمرة فكانت تعتمد على ودحامد من الضيقة وود سمباج من سقادى غرب أما الولادة فكانت خبرات فاطمة بت درب أمس زوجة البدوى ود ترجول هى المعتمد عليها .
أما المشيخة الدينية فى الجزيرة فكانت عند أولاد الشريف البيتى وعند خروج الناس للحتانة إنتقلت للشيخ على وأولاده من بعده وإلى يومنا هذا.

كان سكان الجزيرة يدفنون موتاهم بالجهة الغربية فى مقابر المعتوقية