بدرية بت الجعلي ملكة جمال المحمية بين مصاف تاجوج وعجوبة سوبا

بدرية بت الجعلى رحمها الله ملكة جمال المحمية فى مصاف تاجوج وعجوبة
ما دعانى للكتابة عن هذا الموضوع ليس للاثارة فانا في عمر لا يسمح لي بذلك ولم افعلها حتى في شبابي، ولكن الدافع هو حبي للبساطة أننى دائم الكتابة بصفحات المنتدى عن البسطاء أمثال(ودشنيبو، اللعيسر، النمير، الجعلى) وآخرهم هو موضع حديثي فى هذه المشاركة، فبدرية هذه الفتاة التى عاشت بالقرية خلال الستينات وابوها ا(الجعلى) زكان مسكنهم جوار زريبة حسن جلاد ، كانت هذه الفتاة ذات جمال خلاب طارت له قلوب الصبيان في ذلك الزمان اى قبل اربعين عاماً تقريباً ومسكنه لم يكن سوى بيت من الشعر ، فبدرية اعطاها الله كل شىء ليس الجمال وحده بل الادب والاخلاق العالية المميزة فلا تكاد تراها الا فى المناسبات حيث كانت لا تبرح خدرها المتواضع الا قليلاً ويعجز قلمى عن وصفها ، فقد تكالب الشباب آنذاك على طلب يدها من والدها الذى رفض كل العروض ليس تجارة ببنته ولكن سوف يأتى الحديث عن ذلك لاحقاً، وكلما اذكر جمال هذه الفتاة التى اطارت عقول شباب الستينات احسب ان رائعة الشاعر اسماعيل حسن (القمر بوبا) والتى تغنى بها الفنان وردى قد كتبت فى هذة الفتاة الرائعة والتى قال فيها المبدع اسماعيل حسن:
الصغيرون الما كبير الرقيبة قزازة عصير
العيون مثل الفناجين الزراق فوقة تقول حرير
شتتى الشبال يا ام ضمير خلى قلوب الصبيان تطير واجزم ان اسماعيل حسن لو رأى هذه الفتاة لابدع شعراً وبأكثر من ذلك ، وبدرية ذات الجمال الطبيعى لا تعرف بيوت الازياء ولا الكريمات(قدر ظروفك) والمساحيق التى تعطى المرأة جمالاً مزيفاً سرعان ما يزول صباحاً، اما رفض الجعلى للخطاب فقد كان آخرهم احدى الاساتذة بمدرسة القلعة لا داعى لذكر اسمه عندما ذهب للجعلى بمقر عمله الذى كان مصدر رزقه (الحفر) حيث كان يجلب (الريقيطاء) لطالبيها للبنيان وكان يطلق عليه الأفندى والذى كانت له مكانةً كبيرة فى ذلك الوقت وسال الجعلى طالباً يد بدرية وبادره الجعلى مستنكراً هذا الطلب (انا بتى ما بديها الا لى زول سرواله مقطع زى سروالى دا) وبعده انصرف الأفندى تاركاً الجعلى فى حاله ، انها حكمة ذلك الرجل العصامى البسيط الذى ضرب اروع الامثلة فى التوازن الأجتماعى اى ان الجعلى وبكل بساطة يريد اعطاء بته لرجل بمستواه الأجتماعى البسيط ولم يغره المال ولا الافندى ذو المكانة المرموقة آنذاك ، وروى ان احدهم اشعر بشأن هذه الفتاة واذكر اولها:
مهرة ود عديلة الزندولة التيلة ازاى فى النتيلة
وروى ان احدى النساء مرت بقبر بدرية وقالت متحسرةً وقائلة(امانة يا التراب ما تحتك شباب).
الا رحم الله بدرية واسكنها فسيح جناته والرحمة لأبيها الجعلى وجعل الله الجنة مثواهم.
ابو عبد الوهاب

[b]رحم الله بدرية فقد كانت زينة شابات زمانها ورحم والدها الجعلي الذي كان [b]مثال للصدق والوفاء