لعمري إن العلم لينفع دنيا ودين

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ،،،

نظرة فاحصة في سير الأولين ، تعود علينها بالنفع ونستمد منها دفعة وقوة لنتشبه بهم كي نعلو كما علو ونفوز كما فازوا ( فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم .. إن التشبه بالكرام فلاح ) ، نحسبهم والله حسيبهم ..

كنت أقرأ سطورا عن الإمام أبو يوسف القاضي استوقفتني ... لأتأمل تلك الكلمات التي أحببت أن تشاركونى قراءتها والأنس بها والاقتداء بها .. ..

قال أبو يوسف القاضي :

" توفي أبي وخلفني صغيرا في حجر أمي فأسلمتني إلى قصار ( غسال ) أخدمه ، فكنت أدع القصار وأذهب إلى حلقة أبي حنيفة فأجلس فأستمع فكانت أمي تجيئ خلفي إلى الحلقة .

فتأخذ بيدي فتذهب إلى القصار ، وكان أبو حنيفة يُعنى بي لما يرى من حضوري وحرصي على التعلم ، فلما كثر ذلك على أمي وطال عليها هربي قالت لأبي حنيفة : مالهذا الصبي فساد غيرك ، هذا صبي يتيم لا شيء له وإنما أطعمه من مغزلي ، وآمل أن يكسب دانقا يعود به على نفسه .

فقال لها أبو حنيفة : يا رعناء : هاهوذا يتعلم أكل الفالوذج بدهن الفستق ، فانصرفت عنه وهي تقول : أنت شيخ قد خرفت وذهب عقلك . ثم لزمتُ أبي حنيفة فنفعني الله تعالى بالعلم ، ورفعني حتى تقلدت القضاء ، وكنت أجالس الرشيد وآكل معه على مائدته .

فلما كان في بعض الأيام قُدِّم إلي هارون فالوذجة فقال لي : يا يعقوب ، كل منها فليس في كل يوم يُعمل لنا مثلها .

فقلت : وما هذه يا أميرالمؤمنين ؟

فقال : هذه فالوذجة بدهن الفستق !

فضحكت . فقال لي : مم تضحك ؟

فقلت : خيراُ أبقى الله أمير المؤمنين .

قال : لتخبرني .. وألح عليّ

فأخبرته بالقصة من أولها إلى آخرها ، فعجب من ذلك وترحم على أبي حنيفة وقال .. لعمري إن العلم لينفع دنيا ودين .

إ. هـ

اللهم ارزقنا علما نافعا وعملا صالحا ويقينا صادقا ..