أستاذ فى العلوم السياسية بجامعة الخرطوم يلوى عنق الحقيقة

كنت ليلة الأمس وكعادتى أشاهد قناة الجزيرة الأخبارية وهى القناة المحببة الى نفسى ، وكان البرنامج الذى يقدم برنامج (بانوراما) استضافت من خلاله مقدمة البرنامج شخصيات سياسية من مصر والاردن والجزائر والسودان ، وكان السؤال المطروح لهم أجمعين هو ، ماهو اثر الرسالة التى وجهتها الأنتفاضة التونسية لهذه الأنظمة؟ وقد كانت أجابات السياسيين الثلاثة تصب فى إطار واحد وهو أن هذه الحكومات قد وعت الدرس وبدأت تعمل لحماية نفسها ليس بقوة السلاح ولكن بدعم السلع الأسترتيجية ورفع المعاناة عن شعوبها ، الا ان ما ادهشنى انه لدى إعطاء الفرصة للسياسى السودانى واجزم ان له دور بحكومة الجبهة ، فقد لوى هذا الأستاذ الجامعى عنق الحقيقة وورد رداً مخجلاً عندما طرحت عليه مقدمةالبرنامج أن الحكومات التى اشير إليها بدأت تراجع سياساتها فى طل الرسالة التى وجهتها اليها الأنتفاضة التونسية بينما سبحت الحكومة السودانية عكس التيار وأغمضت عينيها وزيدت أسعار السكر وهى سلعة أسترتيجية فضلاً عن زيادة أسعار البنزين ليصبح سعر الجالون (8500) جنيه واستطردت مقدمة البرنامج ماضية فى سؤالها الوجيه ، الا يخاف الحكام بالسودان من الرسالة التونسية ؟ وكانت أجابة استاذ العلوم السياسية فاترة قائلاً ان الشعبالسودانى لن يثورلأن الحكومة السودانية حكومة منتخبة ونالت ثقة الشعب بنسبة(90%) مكذا كانت اجابته ، الا يخجل ذلك الرجل من اجابته ، فاذا سلمنا با لامر فإن وضع الثقة لا يعطى الحق فى تجويع الشعوب والاستمتاع بكراسى الحكم بل يتمثل فى رفع المعاناة عن ذلك الشعب الذى اعطاك ثقته وهذا الأمر مشكوكاً فى صحته ، ولكن هذا الاستاذ نسى الله فانساه نفسه واظنه يود وبطريفة غير مباشرة ان يقول ان الحكومة محمية بجيشها واجهزتها الأمنية ونسى ارادة الشعوب التى تهز الجبال ونسى اكتوبر ونسى ان الجيش نفسه ربما ينحاز لصالح الشعب وخلاصة الأمر ربما كان هذا الأستاذ الجامعى من المنتفعين من بقاء النظام ، ولكن صدق الشاعر حين قال:

انى ارى تحت الرماد وميض نار..............واخشى ان يكون لها ضرام
فإن النار بالعودين تزكى......................وان الحرب اولها كلام

ابو عبد الوهاب

يمهل ولا يهمل.
ولو دامت لهم لما آلت إليهم.
رسالة الشعب التونسي.وكمان ما ننسي رسالة المجتمع الغربي.من رفض إستقبال الجلاد بن علي ولم يرحب بي أسرته وجمد أرصدته.