ألبليبة ألتى أبكتنى وانا ابن الخامسة

فترة الستينات التى أتحدث عنها دائماً وما زالت فى مخيلتى اجترها بين الحين والآخر ، فذات صباح لا أدرى ألتاريخ بالتحديد لطول الفترة الزمنية ، صحوت من نومى مبكراً على غير عادتى وكانت والدتى العظيمة / الحاجة آمنة احمد أبشر وأخى أ لباشمهندس / عبد القددر حسن البدوى (كبير مهندسى الرى والحفريات) يقظون فى نوم عميق ووجدت نفسى حائراً ما ذا أفعل والوقت مبكر وفجأة وأنا على هذه الحال رصدت مجموعة من أسراب البليب بفناء منزلنا ومن لا يعرف (البليبة) فهى عبارة عن طائر صغير جميل الشكل طويل الذنب ولون الأنثى يختلف عن الذكر ونصبت شراكى قريباً منها ثم أتجهت اتجاهاً آخر وبدأت فى عملية (الدودار) ولمن لا يعرف الدوار هو مخاطبة الطائر فى أتجاه معاكس وبصوت منخفض لاجباره على المضى نحو الشرك ولحن ألدودار هو (يا البليبة السميح ضنيبة أمشى مشيكى عزى نبيكى الشرك قداماك كسر عضامك) وما لبثت أحدى البليبات أن وقعت فى الأسر وهربت ألبقية بعد أن فزعت من اختهن سيئة الحظ والتى أصبحت فى موقف لا تحسد عليه، وخلصتها من الشراك ولم أقص ريش جناحيها كالعادة فقد جعلت تنظر إلى حزينة كأنها تتودد أن أطلق سراحها وأستجبت لندائها الصامت وفى هذه اللحظة تذكرت انه ربما كان لها صغار ينتظرنها بالعش وهنا أنهمرت دموعى واطلقت سراحها وقبل أن تختفى فى الأفق وقفت على الحائط ونظرت الى النظرة الأخيرة وخلتها كأنها تشكرنى وتذكرت انا لاحقاً النشيد الذى درسناه بالمدرسة الأبتدائية:
قد كان لى طائر فى قفص من ذهب................. جميل ريشه حلو طويل الذنب
واستطر فى نهاية القصيدة:
وقال لى حريتى لا تشترى بالذهب
وهذه قصة البليبة التى أبكتنى0

ابو عبد الوهاب

قــــد كـــانـ عــــنــدي طاير .. حـــلـــو طــويــل الــذنــب .

أســكــنــتــهـا فــي غــرفــتــي .. فــي قــفــص مــن ذهــب .

فــــــفــــر مــنـــي ـهـــاربــــا .. مــن دونــ أدنـــى ســبــب .

و قـــالــ لــي حـــرــيــــتـــــي .. لا تـــشــتــرى بـالــذهــب .

[img] [/img]