سهيل ونعيل وحجارة تتساقط وذكريات الماضى

دائماً أجتر الذكريات وأحن للماضى خيره وشره لأن الماضى ترويح للنفس حتى ولو كان مراً لأن الحياة لا يمكن ان تدور فى فلك واحد ، وأعود لسهيل وهى رياح شديدة السواد المائل قليلاً للأحمراروكنا آنذاك جلوساً بفناء عميدة الأسرة المرحومة/ فاطمة بنت الريح أنا ورفيق طفولتى الصادق والمرحومة والدتى والخالة نفيسة يتجاذبن أطراف الحديث بلغتهن الخاصة المعروفة لديهم ونحن على هذا الحال اذ بريح سوداء ساكنة وغير متحركة تداهمنا وتكاد لا ترى من هو أمامك من شدة سوادها المائل للاحمرار ، وهنا أمرتنا الحبوبة بالرحيل داخل (الكرنق) ومن لا يعرفه هو عبارة عن بيت من (التبس) وقوائمه من الحطب ويشد اليه (التاتيب) بسعف النخل القوى ، ونفذنا الأوامر ودخلنا الكرنق وأوضحت حبوبتنا الأمر بأنها (سهيل) ، وجلسنا داخل الكرنق لا يرى احدنا الآخر الا من خلال الحديث والهلع قد بلغ بنا أشده وأنا خلف والدتى فزعاً والصادق خلف والدته أقل فزعاً لأنه يحاول الحراك بين الحين والأخر الا أن والدته تزجره وتمنعه من الحراك شفقة وخوفاً عليه ، وذهبنا فى نوم عميق جميعنا وصحوت اولهم على دعاء حبوبتنا بعد فراغها من صلاة الفجر وأدعيتها المعروفة(يا أهل الجوالبب والليث الغالب وعلى بن طالب..................الخ) وأنقشعت سهيل وجاء الصباح بوجهه المشرق واستيقظت والدتى وشرعت فى إعداد ألشاى وأستيقظت خالتى وبدأت فى رمى اللقيمات أستعداداً لتناوله مع الشاى وبعدنا أستيقظ الصادق وكان آخرنا وجلسنا سوياً قرب خالتى ألتى تعد اللقيمات وبدأنا بألتقاطها وطلبت خالتى منا أن نكف عن ذلك حتى تنتهى والدتى من أعداد الشاى باللبن كى لا تمتلي بطوننا وأنصعنا لها بعد أنتهى كل شىء اخذت خالتى ووالدتى كلاهما صفيحة فارغة استعدادً للذهاب الى بئر ودسويكت لجلب الماء العذب منها، أما أنا والصادق فقد أخذنا شراكنا مترافقين صوب (غابة بنات على)ألتى كانت تكثر بها أسراب ألقمارى وكانت هذه محطتنا الأولى ووصايا خالتى تطاردنا الا نتأخر0
اما حادثة ألحجارة فقد كانت تتساقط غلى فناء الحوش بعد المغرب مباشرة دون معرفة مصدرها ولا يعقل ان تقذف هذه الحجارة عن طريق أنسان لأنها كبيرة ألحجم وواضح أنها تقذف من مدى طويل ، وأستمر ألحال على مدى أسبوعين وبعد ذلك توقفت ولا نعرف حتى الآن مصدر هذه الحجارة حتى عندما احضروا ألفكى(أمحد على) بلغة أهلنا الطيبين 0
أما نعيل فهو عبارة عن هواء حلقى دائرى يهب فجأة ويختفى فجأة وكنا ننشد مجرد أن يهب(نعيل لعنك الله عروسك معانا ماتغشانا) ولا أعرف حتى الآن سر هذه المقولة وعلاقتها بأنقشاع نعيل ، ألم أقل ان الماضى جميل كانت هذه الأحداث خلال الستينات0
أبو عبد الوهاب

الماضي والذكريات حفظ الله قلمك أبا عبد الوهاب,كم هي ونيس لنا هذه الحكايات لمنتدي طهارة المنبت وعراقة التاريخ وأصل القيم الخالده.

و الماضى الجميل ...و زمن تحكى عنه و نزداد شغفا لنعرف المزيد عنه ...ربنا يرحمهم جميعا رحلوا عنا و تركوا مرارة فى القلب و غصة فى الحلق...و ربنا يطول فى عمرك و يديك الصحه و العافيه ...اللهم اميييين