الفرعون الاول و قصته مع سيدنا ابراهيم عليه السلام

<(!!*!!)> كان الملك < فرعان بن مشور (مسور) > آخر ملوك بلاد الصعيد وما حولها ، من قبل الطوفان .. وكان مُتجبّرا عاتيا ، يغصب الأموال والنساء .. ولشدّة كفره فقد كتب إلى ((الدرمثيل ابن لحويل)) ملك بابل ، يُشير عليه بقتل نوح عليه السلام ..وكان يستخفّ بالمؤمنين وأماكن العبادة .. ففسدت في أيامه الأرض ، ونقص الزرع وأجدبت النواحي بسبب إنهماكه في ضلاله وظلمه وإقباله على اللهو واللعب ، ثم إنّ الناس إقتدوا أيضا به .. لهذا فشا الظلم بينهم ، وعمّ الفساد حتى جاء وعد الله..
<(!!!)> فقد رأى [قليمون] (أحد المُصلحين المؤمنين بالله) كأنّ طيورا بيضاء قد نزلت من السماء ، وهي تقول: << من أراد النجاة فليلحق بصاحب السفينة ( أي نوح عليه السلام ) >> .. وكان الناس عندهم علم ، من نبيّ الله نوح وممّن قبله ، بحدوث ذلكالطوفان العظيم ..
ولمّا أقبل الطوفان ، قام الملك <فرعان> وهو سكران يريد الهرب ، فتخلخلت الأرض به ، وخانته رجلاه ، فسقط يخور حتى هلك..
<><> وكانت قد جرت العادة من بعد الطوفان بأن تكون ملوك مصر من الأقباط ، أي من ذُرّيّة قبطيم حفيد < حام بن نوح > ، إلاّ من كان ملكه عابرا..
<(!!*!!)> ولمّا إنتقل المُلك الى ابناء عمومتهم[العمالقة] "السامييّن" ، أحفاد < سام بن نوح > قام الأقباط يُطلقون على ملوك مصر لقب شنيع جدّا وهو:[فرعون]، وذلك نسبة الى الملك الكافر الظالم المُتجبّر << فرعان بن مشور (مسور).. ويبدوا بأنهم فعلوا ذلك ليّميّزوا الملوك السامييّن عن ملوك القبط ، وأيضا ليزرعوا في نفوس عامّة الناس النفور والكره لهم >>.
<(*!!*)> وكان ((عمليق)) بن سام‏ بن نوح ، ابو العماليق كلهم ، قد علّم ذرّيته اللغة العربية.. وكانوا قد سكنوا في بلدان شتّى ، وحافظوا جميعا على اللغة العربية هم وذراريهم... فكان منهم بالمشرق الى عمان.. ومنهم بالبحرين.. ومنهم بمكة والمدينة والحجاز والشام ومصر.. وكانت الطائفة التي سكنت منهم بالشام ، وهم الجبابرة المعروفون‏ ، ويقال لهم <الكنعانيون> وكانوا يعبدون الأوثان ..
<><> أمّا إخوانهم العماليق الذين سكنوا في بلاد مصر فكان يقال لهم ((الفراعنة))..
<(*!!*)> ذكر أبو الفرج بن الجوزي في كتابه "المُنتظم في التاريخ" بأنّ ملك اليمن <الضحّاك> بن علوان بن عبيد بن عويج (عولج) بن <عملاق> بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام ، جعل أخوه ((سنان بن علوان)) ملكا على مصر ..
===> و<سنان> هو اوّل الفراعنة ،، وكان جبّارًا ، جريئًا ، شديد البأس ، مُهابًا ..
وكان حكمه لمصر في زمن إبراهيم الخليل‏ عليه السلام حين قدمها عابرا الى فلسطين.‏
===> أورد ابن الأثير في تاريخه "الكامل في التاريخ" فقال : خرج ابراهيم عليه السلام مهاجرًا ( من بابل بالعراق الى القدس بفلسطين )، وفي الطريق مرّ على مصر ، وبها فرعون من الفراعنة الأوّل كان اسمه <سنان بن علوان> ( بن عبيد بن عولج بن "عملاق" بن لاوذ بن سام بن نوح )..
===> وذكر الطبري في "تاريخ الرسل والملوك" ، وإبن كثير في "البداية والنهاية" بأن إبراهيم الخليل عليه السلام ومن معه من أصحابه المؤمنين أجمعوا على فراق قومهم والفرار بدينهم.. فخرج إبراهيم مهاجرًا إلى ربّه عزّ وجل مع زوجته سارة ومع ابن أخيه لوط عليه السلام .. حتى قدموا مصر ، وبها فرعون من الفراعنة الأُوّل‏.‏ وكانت سارة أحسن الناس ، وكانت لا تعصي إبرهيم شيئا، وبذلك أكرمهم الله عزّ وجل.. فلمّا وُصفت لفرعون ، ووُصف له حُسنها وجمالها أرسل إلى إبراهيم، فقال: ((ما هذه المرأة التي معك))؟؟ قال: <<هي أختي>> (أي في الدين) ، وتخوّف إبراهيم إن قال هي أمرأتي أن يقتله عنها..
<><> فقال لإبراهيم: ((زيّنها ثم أرسلها إليّ حتى أنظر إليها)) !! فرجع إبراهيم إلى سارة وأمرها فتهيّأت (للذهاب اليه) ، ثم أرسلها إليه ..
<(**)> ( وكان يعلم بأنّ الله الذي انقذه من النار سينقذ له زوجته المؤمنة الصالحة..
<(**)> فسبحان الله كم من الفوائد حصلت نتيجة لتلك المحنة !!
<(**)> حيث ان الله تعالى رحم تلك المظلومة (هاجر) وأنقذها من فرعون ،،
<(**)> وزاد عدد المهاجرين بمُهاجرة جديدة اسمها عليها <هاجر> والتي كان ينتظرها ذلك الشرف الكبير لتكون ضيفة الرحمن عند بيته العتيق ، وأمّ لنبيّ الله إسماعيل الذي كان أصل النسب الشريف لنبيّنا محمد صلّى الله عليه وسلّم )..
<><> فأقبلت (سارة) حتى دخلت عليه.. فلمّا قعدت إلى فرعون تناولها بيده، فيبست (يده) إلى صدره.. فلما رأى ذلك أعظم أمرها، وقال: ((ادعي الله أن يطلق عني، فوالله لا أريبك ، ولأُحسن إليك))..
<><> فقالت: <<اللهمّ إن كان صادقا فأطلق يده!! فأطلق الله يده، فردّها إلى إبراهيم، ووهب لها [هاجر] جارية كانت له قبطيّة.
*** روى البخاري عَنْ اَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ؛ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : ‏[[‏ هَاجَرَ اِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِسَارَةَ ، فَدَخَلَ بِهَا قَرْيَةً فِيهَا مَلِكٌ مِنَ الْمُلُوكِ، اَوْ جَبَّارٌ مِنَ الْجَبَابِرَةِ ، فَقِيلَ دَخَلَ اِبْرَاهِيمُ بِامْرَاَةٍ ، هِيَ مِنْ اَحْسَنِ النِّسَاءِ‏ .‏
فَاَرْسَلَ اِلَيْهِ (( اَنْ يَا اِبْرَاهِيمُ، مَنْ هَذِهِ الَّتِي مَعَكَ ))؟؟
قَالَ : [ اُخْتِي ]..‏ ثُمَّ رَجَعَ اِلَيْهَا، فَقَالَ لاَ تُكَذِّبِي حَدِيثِي فَاِنِّي اَخْبَرْتُهُمْ اَنَّكِ اُخْتِي، وَاللَّهِ اِنْ عَلَى الاَرْضِ (لا يوجد) مُؤْمِنٌ غَيْرِي وَغَيْرُكِ‏..‏ فَاَرْسَلَ بِهَا اِلَيْهِ، فَقَامَ (المَلِك الجَبَّار) اِلَيْهَا .. فَقَامَتْ (سَارَةَ تـ) تَوَضَّاُ وَتُصَلِّي .. فَقَالَتِ: < اللَّهُمَّ اِنْ كُنْتُ امَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ وَاَحْصَنْتُ فَرْجِي، اِلاَّ عَلَى زَوْجِي ، فَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيَّ الْكَافِرَ >‏.‏. فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ..‏
قَالَتِ اللَّهُمَّ اِنْ يَمُتْ يُقَالُ هِيَ قَتَلَتْهُ‏،‏ فَاُرْسِلَ .. ثُمَّ قَامَ اِلَيْهَا، (وحصل مثل المرّة الأولى.. ثم قال لجنوده) : ((وَاللَّهِ مَا اَرْسَلْتُمْ اِلَيَّ اِلاَّ شَيْطَانًا، ارْجِعُوهَا اِلَى اِبْرَاهِيمَ، وأعطوها <هاجر>‏)).‏. فَرَجَعَتْ اِلَى اِبْرَاهِيمَ ـ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ـ فَقَالَتْ : ((اَشَعَرْتَ اَنَّ اللَّهَ كَبَتَ الْكَافِرَ وَاَخْدَمَ وَلِيدَةً‏)) ]].‏
<(**)> وكانت <هاجر> جارية جميلة ، ولهذا أحضرها فرعون اليه كما أحضر السيّدة سارة العظيمة ، رضوان الله عليهما ..
===> قال إبن إسحق : فوهبتها <سارة> لإبراهيم وقالت‏:‏ ((إني أراها امرأة وضيئة فخذها لعلّ اللّه يرزقك منها ولدًا)) !! ثم ولدت له <إسماعيل> وكانت سارة في تلك الفترة قد مُنعت الولد،، ثم رزقها الله تعالى بنبي الله إسحق أصل أنبياء بني إسرائيل..‏

إن في قصصهم لعبره لكل من له لب.
اللهم صلي علي محمد وعلي آل محمد كما صليت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم,وبارك علي محمد وعلي آل محمد كما باركت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم,في العالمين إنك حميد مجيد.