ابى والرجل المخمور

هذا الحدث كان عام 1966م وكان وقتها ابى جاويش مركز البوليس الجنوبى, وكان بمنطقة بالحلة الجديدة رجلا مخمورا قام باثارة الفزع بمنزله بالحلة الجديدة حيث كان يتسلح بسكين حادة الامر الذي أجبر أهل المنزل على الهروب خارجين منه, وجاء بلاغ من أحد الجيران للمركز عن هذا الرجل المخمور الذي بات يهدد حياة أسرته وجيرانه وأصدر أبي تعليماته بصفته الرجل المسؤول انذاك لقوة صغيرة من العسكر بالتوجه الى منزل الرجل واعتقاله وتحركت القوة وأنا صغير انذاك اراقب الموقف قرب ابي ولكن بعد مدة قصيرة عاد احد افراد القوة الصغيرة الى أبي بالمركز معلنا نبأ مقتل أحد أفراد القوة عن طريق الرجل المخمور فاستشاط ابي غضبا ووضع الكاب على رأسه وعبأ مسدسه بعدة طلقات وأمر العسكري الذي اتى بالنبأ أن يتبعه وركضت خلف أبي محاولا الذهاب معه إلا انه اعادني برفق ومنعني من ان اتبعه وبعد اقل من ساعة عاد ابي ومعه القوة وجيء بالرجل المخمور مقيد اليدين وتبدو عليه علامات الارهاق وسألت انا الامباشي (ابن عوف) وكان الرجل الثاني في المركز بعد أبي وكنت على الرغم من صغر سني واعيا ومدركا للامور وروى لي أبن عوف ان ابي عندما رأى الرجل المخمور شاهرا سلاحه الابيض ومتمركزا في وسط المنزل أمر أفراد القوة بأن يشغلوه من الامام وجاء أبي بمفرده من الخلف وعالج المخمور بضربة قوية أطاحته ارضا وطاحت السكين الحادة من يده وعندما هب واقفا مرة اخرى قام ابي باستعمال (المسكة البوليسية) التي جعلت الرجل المخمور يصرخ من الالم وهنا قام بربط يديه (بالقارشيم) الذي كان يلف عادة على ارجل العسكر لحماية ارجلهم واستطرد ابن عوف قائلا انه لولا حكمة والدك وشجاعته لقتل الرجل المخمور اكبر عدد من العسكر باعتبار ان الرجل المخمور كان قويا ولقد رايته عندما احضروه الى المركز مكبل اليدين والشرر يتطاير من عينيه مهددا ابي بالفاظ جارحة الا ان ابي سرعان ما عالجه بلكمة امام باب المركز اطاحته ارضا وسط هتاف وتصفيق الحضور وبعد ذلك تم ارساله الى المستشفى .
رحم الله ابي الذي كان مثالا للكرم والشجاعة وقد عاش فقيرا ومات فقيرا كل ما اذكر هذه القصة يزداد اعجابي بابي رحمة الله عليه واذكر قول الشاعر:
الحسن صاقعة النجم ** البحم الشهادة والنضم
من الموت مابخاف
وكان يطلق لقب (حسن دقيقة) لابي لانه كان حازما وويتخذ قرارته بسرعة فائقة وبحكمة .
جعفر حسن بدوي (ابو عبدالوهاب)  

رحمه الله رحمه واسعه وأسكنه فسيح جناته, مع الصديقين والشهداء.لقد و صينا بهم و بمحاسنهم

ألا رحم الله الرجال ذلك الجيل الذهبي والذي لو أقسم على الله لأبره ، نسأل الله أن يوفقنا للسير على دربهم .

اخي ورفيق دربي جعفر مازلت وانت علي البعد منا توقظ فينا الذكريات الجميلة التي تاهت منا في خضم
مشاكل الحياة وتلك الذكريات التي تذكرها بعد كل حين واخر هي ومضة ضياء في ظلام دامس فبها تستنبر
نفوسنا وبها وترتاح في واحة الذكريات التي لولاها لصدات نفوسنا
اما المندوحة التي ذكرتها عن الوالد فيكفي انه الجاويش الذي مازال الناس تحلف باخلاصه وصدقه وعفته
ويكفيه شرفا وبشهادة الجميع انه لم ياخذ رشوة قط في حياته ذذذذذذ رحمه الله رحمة واسعة ذذذذذذذ



حسن محمد