الحكومة تزرع المشاكل ومن ثم تبحث عن الحلول ..

الملاحظ على الحكومة السودانية وهي حكومة الإنقاذ والتي جاءت لتنقذ السودان الا أنها وفي عهدها تنامت مشاكله وازدادت فالناظر الى مسيرة الحكومة منذ توليها مساهمتها الكبيرة في التلاعب بوحدة السودان ضاربتا عرض الحائط بتماسكه ولن أعود إلى الوراء كثيرا لإيضاح ذلك لأن ذلك سوف يستغرق الوقت الطويل ولكن سوف أبدأ من اتفاقية نيفاشا والتي أعتبرها انا شخصيا ويعتبرها الكثيرون استسلاما لطلبات الحركة الشعبية العميلة فالخطأ الشنيع في هذه الاتفاقيه هو الموافقة على تقرير مصير جنوب السودان وهو المطلب الذي حاربت من أجله الحركة الشعبية المتمردة منذ الخمسينات ولكن الحكومات السودانية المتعاقبة فأضعفها لم توافق على هذا الشرط لأنها كانت تعقتد جادة أن الجنوب جزء لا يتجزأ من السودان وأن الجنوب غني بثرواته المائية والغابية والبترولية وخلاف ذلك سلمت الجنوب للحركة الشعبية لتسرح وتمرح كما تشاء وتقيم العلاقات المشبوهة مع الغرب واسرائيل وتهدد أمن السودان وأمن الدول المجاورة ويفقد السودان الثروات الغابية والمائية والبترولية لتجدها الحركة الشعبية المتمردة لقمة سائغة لاسيما الثروة البترولية التي دفع فيها الشعب السوداني الغالي والنفيس لاستخراجها وبالتالي فقدت البلاد موردا هاما من موارد الدخل القومي وارتفعت الأسعار من جراء ذلك وازدادت نتيجة ازدياد الطلب على العملة الصعبة الى أن وصل كيلو اللحم الضاني الى اربعين الف جنيه وهذا للمثال لاالحصر حيث تنامت كل أسعار السلع والحكومة تقف متفرجة كأن الأمر لا يعنيها ومن ناحية أخرى سمحت الحكومة بإنشاء أحزاب تمثل الحركة الشعبية في الشمال واشتعلت النار في جنوب كردفان بعد أن تمرد العميل عبد العزيز الحلو وازدادت النار اشتعالا في ولاية النيل الأزرق بعد أن تمرد العميل مالك عقار ومازالت دارفور تشتعل حتى الان و اخر ما سمعناه دخول المتمرد خليل بكامل قوته وعتداه الى دارفور واستنادا الى ما تقدم وكي لا نطيل فان الحكومة زرعت المشاكل بنفسها والان تبحث عن الحلول ..
أبو عبد الوهاب..