ذكريات الماضى ووفاة البدوى ود الامام

وفاة جدى البدوى ود االامام اتذكرها وانا ابن الرابعة، وكنت فى فناء منزلنا وبالتحديد امام الغرفة التي اتخذها جدى مقراً له ، كنت فى ذلك الوقت اطارد احد العصافير طمعاً فى اصطياده بعد ان باءت محاولاتى بالقشل ،فى تلك اللحظة ظهرت عمتى مسرة رحمة الله عليها حاملة بيديها صحناً مغطى بطبق كالعادة والقت بالتحية على ابيها الذى رداها بتمتمة غير مفهومة وسندته عمتى لمساعدته فى تناول الطعام الذى كان (كسرة بى ملاح خدرة) وبعد اقل من خمس دقائق شهق جدى وبعدها لم يستطع الاستمرار فى تناول الطعام وتوقفت عمتى وتركت رأسه على المخدة ليسترخى ، الا ان استرخائه دام طويلاً الامر الذى اقلق عمتى ، وفى هذا الاثناء حضر اعرابى يحمل السعف لجدتنا المرحومة فاطمة بنت الريح وركضت اليه عمتنا مسرة طالبة المساعدة لمعرفة حالة جدى الذى كان فى غيبوبة كاملة ، وبكل براعة لمس الاعرابى يد جدى وقالها بالحرف الواحد (الرجل توفى) وهنا هرولت عمتى خارجة وعى تبكى وتصيح ، وكانت اختى الكبرى تغسل بعض الملابس وتركتها وانضمت الى ركب الباكين وبعدها ظهزت عمتى (ام سهمين) ثم تلتها القسيمة وتوالى اقبال النسوة من كل صوب وكثر البكاء والنويح ولبست النساء ملابس الرجال واقيمت النقارة تحت اشجار السيال ، وما لبث ات توافدت وفود القبائل للعزاء نظؤاً لمكانة البدوى بينهم واقيم الحداد عليه لاكثر من اربعين يوماً ، الا رحم الله جدى البدوى وادخله فسيج جناته وهذا الحدث كن تقريباً قى عام 1961م وللماضى ذكريات.
ابو عبد الوهاب

رحمه الله رحمة واسعه وأسكنه في فسيح جناته
سمعنا عنه الكثير وتمنينا لو إكتحلت عينينا برؤيته.
لعلي أسأل أبا عبد الوهاب عن من يقتني صوره له؟.