اخى المرحوم الصادق وانا ...........وذكرى يوم غير موفق فى حياتنا

اولاً إن ذكرياتي كانت معظمها مرتبطة بابن خالتي المرحوم الصادق محمد الشيخ لأننا تزاملنا ابام الطفولة فى ذلك الزمن الذي انطوى وكنا لا نفترق حتى فى منامنا ننام (بعنقريب واحد) ولا توجد سراير آنذاك خاصة بالقرية وكنا نصحو سوياً ورائحة زيت السمسم تنبعث من ملابسنا حيث كانت خالتى المرحومة نفيسة تغمرنا مسحاً بزيت السمسم قبل المنام بعد تناول وجبة العشاء التي غالباً متكون (كسرة بى لبن) او فطيراً تعده حبوبتنا المرحومة فاطمة بنت الريح وأحيانا كانت تعد المطبق الذي كنا نطالب بت دائماً.
أعود لذلك اليوم خلال الستينات وما اذكره انه كان يوم (الاحد) وهذا اليوم كان يعنى الكثير لأهل القرية آنذاك وهو يوم السوق الاسبوعى، بغد تناولنا وجبة الإفطار فى ذلك اليوم وكانت خلافاً للمألوف(كسرة بى موية سكر) حسب رغبتنا ، حملنا شراكنا متجهين نحو الزرائب بحثاً عن الدباس بعد ان زودتنا خالتى بالوصايا وتجنب المشاكل والعودة سريعاً ، وكانت محطتنا الأولى (زريبة يوسف ود العوض) ونصبنا شراكنا لاكثر من نصف الساعة دون جدوى لافتقارها للدباس نظراً لصغرها وقلة الابقار بها، تحركنا نحو زريبة(امحدحمد ودزمزم ) ولكن للأسف كان متواجداً داخلها كعادته ولا يبرحها الا مع مغيب الشمس ، تركناها آملين ان نحظى بشىء من الدباس بزريبة العبيد ولكن تراجعنا خوفاً من (امحمد ود احمد) الذى كان طويل القامة ويتطاير الشرر من عينيه ولا تعرف الابتسامة الى وجهه سبيلاً ولا املك دليلاً واحداً ان امحمد وداحمد كان شريراً سوى ملامح وجهه المرعبة ، اشار الى الصادق الذهاب الى غابة بنات على ربما نجد نصيبنا من الدباس هنالك ولكن هذه الغابة فضلاً عن صغر مساحتها فلم تكن مقصداً لاسراب الدباس ، ونحن على هذا الحال من النحس رأى الصادق(كعكولاً) من الصمغ اعلى احدى الاشجار وبادر بتسلقها واقتلع الكعكول ورماه لى ارضاً ولكن للاسف سقط على الارض وامتلى بالتراب ونزل الصادق من اعلى الشجرة وتركنا الكعكول ملوثاً بالتراب، عبرنا خط السكة حديد متجهين نحو الجزيرة وفى اثناء سيرنا وجدنا احمد ود حسين خلف ما شيته وبدون مقدمات وكعادتى اعترضت طريقه وبدأت المدافرة بينى وبينه وكان الصادق يراقب الموقف بحذر شديد وفض الاشتباك بينى وبينه بعد ان وجه انذاراً له يالمضى فى حاله والا سوف يرى وعندما اخذ احمد ودحسين يشتم اتجهت نحوه مرة اخرى محاولاً الاشتباك معه ولكن الصادق حال بينى وبينه وسحبنى الى الخلف مبرراً ذلك ان احمد ودحسبن كان يحمل(فراراً) ربما استعان به فى الشجار ويحدث ما لا يحمد عقباه، اقترح على الصادق الذهاب الى الشيخ عمر لا سيما وان اليوم كان يوم (احد) وموعد عودة التجار من السوق قد حان امثال (حسن ودالامين) (الامين ود هاشمى) علنا نحظى ببعض التعاريف التى كانوا يبعثرونها يركة للشيخ عمر ولكن (خادم الله) ويبدو انها كانت تعتقد باحقيتها باعتبار انها حوار الشيخ عمر وقامت بأمرنا بالابتعادعن الشيخ عمر وطاردتنا وتركناها وشأنها، بعد ان يئسنا قى ذلك اليوم عدنا تجاه القرية واثناء ذلك وجدنا (حمار امرزق) قرب منزلها فأوسعناه ضرباً ورآنا احمد وجاد الله وولينا الادبار للاحنماء بوالدتنا فاطمة بنت الريح كعادتنا بعد كل مصيبة نفعلها وباعتبارنا(اولاد ناس بنت الريح) ومظلة الحماية.وبعد ان وبختنا الخالة نفيسة بعنف نظراً لنأخرنا ولم نشرح لها شى مما فعلناه ، ومضى ذلك اليوم بنحسه ، وما زلتا تحن للماضى وما اجمله ورحم الله اخى الصادق والحاجة فاطمة بنت الريح والخالة نفيسة واسكنهم فسيح جناته.
ابو عبد الوهاب





ن