أرنب الميس ............واستنجادنا بعبد الوهاب

ما زلت اجتر ذكريات الماضي في تلك القريه الحالمه التي عشنا فيها اجمل ذكريات الطفوله وعلى الرغم من أن الزمن قد طواها ولكن الذكريات ما زالت باقيه واعود لموضوعي وهو اننا كنا (بالقميص ) ومجموعه كبيرة من شباب الامس منهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر ، ومحطتنا كانت عندما طاردنا ارنبا بالوادي الكبير ونظرا لكثافه (التبس) في ذلك الوادي فقد استطاعت هذه الارنب الافلات من قبضه الكلاب واذكر من ضمن هذه الكلاب ( نيشان، قلابه،دابي الليل) واستمرت المطارده الى ان دخلت الارنب في (شطب كبير ) والشطب بفتح الشين وسكون الطاء وسكون الباء هو عباره عن جبل نحتته عوامل التعريه من رياح ومياه جاريه متدفقه وكان هذا الشطب ملئ بالاشجار الكثيفه تسمع فيه صوت الذئاب وتغريد القماري وصوت الدباس في نغمات سطرها شعراء الباديه كما ان هذا الشطب لا يخلو من الثعابيل وهي في اجحارها والجزء الاكبر منها خارج الجحر ، وعندما دخلت الارنب هذا الشطب خرجت منه واخذت في الدوران مرة اخرى والمطارده مستمرة وعادت ادراجها مرة اخرى الى نفس الشطب وكنا على ثقه كامله انها سوف تعود الى الجحر الذي خرجت منه وهو مقرها الاول ومثل هذه الارنب يطلق عليها ارنب الميس وعلى نحو هذا الفهم تجمهرنا حول هذا الجحر بعد ان تاهت الارنب من الكلاب ونظرنا داخل الجحر اذا بالارنب حسب رؤيتنا داخل الجحر العميق وكنا فزعيين من الذي سيتجرأ بادخال يده داخل الجحر تفاديا لوجود ثعبان داخل الجحر معها وحتى الكلاب عندما حاولنا اجبارها على افزاع الارنب بالنظر داخل الجحر تراجعت ادراجها ، ونحن مع تلك الحاله نتشاور وقع الاختيار علي للرجوع الى الحله لاحضار اخي عبد الوهاب رحمه الله عليه ولانه كان خبيرا في مثل هذه الاشياء واضافه الى انني كنت محبوبا لديه لربما لو ذهب اليه احد غيري لن يحضر، واطلقت ساقي للريح جريا الى القريه وقمت بالتوقف عند منزل بابكر ود علي ورويت ظمئي ثم واصلت المسير حتى وصلت الى منزلنا ووجدت عبد الوهاب جالسا يعزف بمزمار القصب وطلبت منه ان يذهب معي بعد ان سردت القصه من اولها الى اخرها وحملني عبد الوهاب على اكتافه الى ان وصلنا مقر الارنب ووجدنا اترابي كلهم جالسين على الارض قرب (الجحر) وهنا شمر عبد الوهاب عن ساعديه بعد ان لف يده بقطعه من القماش الكثيف الذي احضره معه محاولا اخراج الارنب من مقرها وفعلا يبدو ان عبد الوهاب وصل الى مقر الارنب داخل الجحر وجذبها بقوة ولكن جاءت المفاجأة فلم تكن ارنبا انما كان حجرا صلبا ابيض اللون ( حجر حيمور ) وقذف عبد الوهاب الحجر بقوة ونظر الينا نظرة مستنكرة قائلا (ديكة) وعاد عبدالوهاب ادراجه الى القريه وهو يحملني على اكتلفه وعاد البقيه الى القريه بعد ان خدعتنا ارنب الميس
انه الماض وذكرياته الجميله والماض لا يعود
ابو عبد الوهاب

الاخ ابو عبدالوهاب رمضان كريم واللة العظيم عندك ذاكرة عجيبة وياريت لو جمعت كل الذكريات الجميلة فى كتيب ولك تحياتى واشواقى[b]